مجلة الانسان والمجال
Volume 4, Numéro 1, Pages 135-153
2018-06-01
الكاتب : بودانة طه الأمين .
نسعى من خلال هذا البحث لدراسة مصطلح رئيسي ومحوري في الدرس اللغوي الحديث؛ ألا وهو مصطلح القرينة، ولاشك أن تمام حسان في إرسائه لدعائم نظريته العريقة - نظرية تضافر القرائن- كان يستند إلى خلفية تراثية عريقة، في ذات الوقت الذي كان يستقي فيه من نبع الدرس اللغوي الحديث؛ لذلك لم يكن مصطلح القرينة غريبا عن الموروث اللغوي العربي؛ فقد كان هذا المصطلح شائعا ومستعملا بكثرة في البيئة اللغوية العربية، وإن كان قد نشأ وترعرع أولا في البيئة الأصولية، وقد التقطه علماء العربية من الأصوليين عندما همّوا بمعالجة أصول العربية سيرا على نمط نظرائهم من علماء أصول الفقه وأصول الكلام، ومن جهة أخرى لقي هذا المصطلح عناية بالغة من علماء اللغة المعاصرين العرب والغربيين على حد سواء. فمن أبرز علماء اللغة المعاصرين الذين تناولوا هذا المصطلح بالدراسة والبحث؛ نجد كلا من: تمام حسان، وفاضل صالح السامرائي، وضياء الدين القالش، وقد تناوله كلٌّ منهم من زواية معينة؛ لذلك اختلفت رؤاهم حوله، كما اختلفت تبعا لذلك تقسيماتهم له؛ لكن الملاحَظ أن كلا من تمام حسان والسامرائي لم يول اهتماما بتعريف هذا المصطلح والتأصيل له، بخلاف ضياء الدين القالش الذي سعى في ذلك سعيا ملحوظا، إلا أن دراسته له كانت في إطار علم المعاني، فلم يتعرض له من الناحية النحوية إلا ما جاء من ذلك عرضا. أما تمام حسان فقد أسهب في الحديث عن موضوع القرائن، ولا عجب في ذلك إذ أنه صاحب نظرية "تضافر القرائن"، خلافا للسامرائي الذي تعرض لهذا الموضوع على استحياء، فكانت دراسته له عبارة عن نظرة عامة موجزة. أما اللغويون الغربيون فقد تعرضوا لهذا المصطلح في إطار دراستهم للعلامة، لذلك نجد أن أبرز الذين تناولوه بالدراسة هم السيميائيون؛ وعلى رأسهم: "شارل سندرس بيرس"، و"رولان بارت"، و "بريتو".
مصطلح؛ القرينة؛ الفكر؛ المعاصر؛ مفاهيمهما؛ أقسامها؛ المعاصرين.
بكيري جمال الدين
.
بهاز جيلالي
.
ص 345-358.