مجلة العلوم الإسلامية والحضارة
Volume 3, Numéro 2, Pages 605-626
2018-06-12
الكاتب : بن دنيا سعدية .
لقد احتلت مسألة "الألوهية" مكانة جدّ مهمة في فلسفة الفارابي، وذلك لأنها كانت من أهم القضايا الفلسفية التي أثيرت في بيئته الإسلامية، فلقد وجد الفارابي في عصر تميز بكثرة الجدالات والمناقشات التي كان أكثرها يدور حول الألوهية وعلاقتها بالعالم والكثرة، سواء من قبل الصوفية أو المتكلمين أو الفلاسفة الذين تفلسفوا في المسائل العقدية وحاولوا ربطها بالعقل. وفي ضوء هذا انبرى الفارابي إلى معالجة قضية الألوهية بصيغ البرهنة العقلية والمنطقية وحاول إدخال الروح الفلسفية عليها. فما مقدار ابتكاره الفلسفي؟ وما هي أهم التيارات الفلسفية التي أثرت في فلسفته الإلهية؟ إن البحث في نظرية الألوهية لدى الفارابي لا يؤول إلى حلّ مشكلات دينية مخصوصة بل يقود إلى فهم النسق الفلسفي المرتبط عنده بمسائل النبوة والسياسة والحاكم والنظريات المذهبية المرتبطة بها، وهو ما يعني أن فهم الفارابي في كليته لا يمر إلا عبر فهم الأسس الفلسفية ذات التوجه الأفلاطوني المحدث للإمساك بالخيط الهادي إلى المنظومة المعرفية والمواقف المؤسسة لخصوصيته الفلسفية من جهة ولخصوصية توجهاته السياسية والدينية من جهة أخرى.
الألوهية، التنزيه؛ الواحد؛ الكثرة؛ العالم؛ الموجود الأول.