مقاربات
Volume 4, Numéro 2, Pages 170-178
2016-01-28
الكاتب : راضية بن عريبة .
للخط العربي منذ عهد بعيد سحره وجماله وجاذبيته، يستوقف الناظر ويثير الدهشة والإعجاب، ولو تأملنا تلك الرسائل المتبادلة بين الخلفاء والملوك والتي كتبت على الورق لرأينا إبداعها، وهي تكشف عن مفاتن خطوطها وتكوينيتها وإحاءاتها وأصالتها ودلالتها . وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على براءة ومهارة الخططين، إنهم يرسمون الحرف فينطق بالكثير مما هو بديع ورائع. إنهما يعزفون على أوتاره الحساسة والرفيعة، فتأتي الكلمة مفعمة بكل ما هو جميل وأصيل ومشعة ببهاءها ورونقها وقناديلها. ويعتبر الخط والكتابة وجهان لعملة واحدة، وهما عصارة فكر الإنسان الذي فكر في الإبداع منذ الأزل وسيبقى يفكر في خلود الفكر والأثر إلى الأبد . كان نتيجة مرحلة الرفاهية والارتقاء التي مرت بها الكتابة العربية، اعتبار من القرن الثاني هجري أن أخرجت هذه الكتابة خطوط مختلفة تنوعت تنوعا كبيرا واتخذت كل مجموعة منها خصائص معينة واسما خاصا وقد جاء هذا التنوع إما استنادا للمكان الذي طور فيه الخط أو استنادا إلى الغرض الذي يستخدم فيه أو استنادا إلى خصائص ذاتية وملامح فارقة في مرحلة الرفاهية بل في بعض الأحيان جاءت استنادا إلى قطع الورق الذي يكتب فيه ونوعية الزخارف التي تدخل عليه كما كان الخط يستند أحيانا إلى اسم مشتقه ولذلك كانت عدد الخطوط التي طرحتها الكتابة العربية حوالي مئة خط
توقيفية الرسم العثماني،القراءات القرآنية
بزاوية مختار
.
موسى حبيب
.
ص 92-126.