قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 6, Numéro 2, Pages 97-113
2018-11-01
الكاتب : علي مصباحي .
في ظل الاحتكاك الثقافي بين النقاد العرب والغرب والبعثات العلمية المُتبادلة حدث تلاقح في الأفكار والمعارف فظهر على الساحة النقدية العربية المعاصرة الفكر الحاثي أو ما اصطلح عليه بــ"الحداثة " التي انتشرت بين بريق لها عند بعض النقاد وعُتمة عند الآخرين ، بين قبول ونفور ،وبين تأييد وإنكار ، فالحداثيون يدعون إلى التغيير المُستمر في كل شيء ولا شيء عندهم ثابت حتى أن "رولان بارت" أعتبرها زلزالا حضاريا عنيفا ، وانقلابا ثقافيا شاملا لم يتوصل الإنسان المعاصر إلى السيطرة عليه ؛إذ هي موقف عام وشاملا ومعارض للثقافات التقليدية. وفي ظل هذا الوافد الجديد إلى البيئة العربية المعاصرة تصدع معسكر النقاد العرب وانقسم إلى ثلاثة اتجاهات كبرى هي : الاتجاه الأول هم الحداثيون واعتبروا إن الحداثة حركة تنويره في الثقافة العربية وبداية مشروع نهضوي يُحقق أمل الشعوب ودعا هذا الاتجاه تبني الفكر الغربي وما يحتويه من نظريات ومعارف ومنهاج نقدية ،ويأتي على رأس هؤلاء "أحمد خالد سعيد الملقب بـ"أدونيس". أما الاتجاه الثاني فهم أنصار التراث ونادى هؤلاء إلى الالتزام والتشبث به، والذود عنه من حملات التغريب المسعورة ،وأنصار هذا الاتجاه هم أصحاب الرؤية الدينية الأصولية ويأتي على رأسهم "أنور الجندي " و"محمد أركون " و"نبيل سليمان ". أما أصحاب الاتجاه الثالث هم أصحاب النظرة التوفيقية ونادي هؤلاء إلى مسايرة تطور الفكر الغربي ومعارفه والاستفادة منه وانتقاء ما يصلح لخدمة التراث العربي الزاخر كمناهج نقدية ونظريات حديثة وآليات نقدية معاصرة دون إهمال للتراث العربي الزاخر بالكنوز و المعارف التي تمثل الهوية وارث الأجداد ويأتي على رأس هؤلاء "عبد الملك مرتاض "
النقد – الحداثة – التراث – الدين – الغرب – العرب .