الناص
Volume 1, Numéro 2, Pages 40-53
2004-10-30
الكاتب : الطاهر بومزبر .
يهدف الخطاب الشعري عموما إلى التخييل، فيجعل من القبيح جميلا، ومن الجميل قبيحا في قالب تصويري يولد مع الخطاب، فيكون توأما له. وهذه العملية تتطلب دلائل جديدة، أو بناء دوال غير مألوفة، فيعمد الشاعر إلى تغييب الفهم الأولي البسيط للدوال والمدلولات، وذلك بالاعتراف من أول وهلة بعبثية النظام اللغوي الذي يتحكم في بنية خطابه، وإن كان لابد من الاعتراف في المقابل بأنه لا غنى له عن هذا النظام، غير أنه يلجأ في كلامه إلى كسره، ومن ثمة يحدث شبه غموض من خلال كسره لهذا النظام الذي يبدو أمامه هشا للغاية، على الرغم من قداسته في الوسط اللغوي العام، أي الناطقين في إطار هذا النظام اللغوي، وهذا تحت شعار " يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره .")1) لكن هذه الرخصة ليست إجازة مطلقة لكي يفعل الشاعر بالنظام اللغوي ما يشاء، وإنما هناك غموض وانزياح، أو عدول غير مستحسن لدى العارفين بأفانين هذا الخطاب النوعي.
التفكيك البنائي؛ الغموض الدلالي؛ الخطاب الشعري
عبد الحميد بختو
.
حسين صديقي
.
ص 315-328.