الحوار المتوسطي
Volume 2, Numéro 1, Pages 38-52
2010-03-10
الكاتب : حنيفي هلايلي .
استمر الوجود الإسلامي في شبه جزيرة ابيريا على طول أكثر من تسعة قرون متتالية. وقد كان هذا الوجود مصحوبا بقوة سياسية عسكرية طوال القرون الثمانية الأولى( منذ فتح الأندلس سنة 92هـ/711م حتى سقوط غرناطة في سنة 897هـ/1492م)، ثم أصبح هذا الوجود متمثلا في بقاء مجموعات كبيرة من المسلمين منتشرة في شتى أنحاء اسبانيا حاملة تسميات مختلفة : المدجنين Mudejares أولاً ثم الموريسكيين Moriscos بعد ذلك. و لم يكن لهؤلاء سلطة سياسية ترعى شؤونهم، و إنما ظلوا مجرد رعايا يخضعون للسلطة المسيحية و يتعرضون لشتى ضروب الاضطهاد، حتى صدرت ضدهم في النهاية قوانين الطرد الجماعي فيما بين سنتي 1609-1614م، و حتى بعد هذا التاريخ بقيت مجموعات كبيرة من هؤلاء الموريسكيين متظاهرة بالتنصر و إن احتفظت بعقيدتها الإسلامية في الباطن. و يدل على ذلك ما احتفظت لنا به وثائق كثيرة لمحاكمات قام بها ديوان التفتيش Inquisicion ضد من اتهموا بالحفاظ على الإسلام وراء ستار من اصطناع المسيحية. و ترجع آخر وثائق هذه المحاكمات إلى تاريخ سنة 1729 .سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897 هـ=1492م)، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان.
هجرة الأندلسيين -المغرب العربي-فتاوى- الونشريسي- المغراوي- محاكم التفتيش.
نصيرة عزرودي
.
ص 41-54.
Seddiki Belkacem
.
ص 81-117.
سلامي فواز
.
ص 156-187.
محمد بوشنافي
.
ص 99-108.