الحوار المتوسطي
Volume 1, Numéro 1, Pages 7-20
2009-03-15
الكاتب : حنيفي هلايلي .
لأمد بعيد ظلت المصنفات الأوروبية والوثائق الأجنبية السبيل الوحيد لدراسة تاريخ الجزائر في العهد العثماني، وبالرغم من غياب الوثائق العثمانية والمصادر المحلية سواء المكتوبة باللغة العربية أو التركية عن هذه الدراسات إلاّ أنّها كانت حاضرة . لقد ظل الأمل معقودا على استغلالها وإماطة اللثام عن مجموعة من القضايا التي ظلت عسيرة الفهم وصعبة التفسير في ضوء الاعتماد الأحادي على النصوص الأجنبية. لقد انبرى ألبير دوفولكس (Devoulx) بالعدد الهائل من الوثائق العثمانية التي اكتشفها حيث قام بضبطها ودراستها، ونشر العديد من ملفات الوثائق في شكل كتب مستقلة أو دراسات بالمجلة الأفريقية، وعلى هذا الأساس كانت محاولته الأولى في توظيف المصادر المحلية لكتابة تاريخ الجزائر العثمانية. لكن دوغرامون (H. De Grammont) رفض وبشكل قاطع الاعتماد على المصادر المحلية في كتابة تاريخ الجزائر خلال العهد العثماني، وشكك في نزاهتها ومصداقيتها واتهمها بالتجريد والمبالغة، ونادى بالاعتماد على الرحلات الأوروبية وأرشيف الدول الأوروبية والمذكرات ومراسلات القناصل وانطباعات الرهبان والجواسيس. وعليه فإنّ جل الدراسات التي كتبها دوغرامون، تعتبر مغرضة وتهدف إلى خدمة الاستعمار الفرنسي في مجال التاريخ. تحاول هذه الدراسة تحديد أبعاد الاختلاف والتكامل بين تجربتي دوفولكس ودوغرامون في محاولتهما كتابة تاريخ الجزائر العثمانية باستعمال مصادر مختلفة، ولكن بإتباع خط واحد في المعالجة التاريخية يتميز بقلة وسرعة الأحكام وسطحية التفسير. فإلى أي حد استجابت هذه الكتابات في إبراز المعالم الصحيحة لتاريخ الجزائر العثمانية؟ وما هي حدود الاستفادة منها؟.انبرى عدد من الأوروبيين بالوثائق العثمانية التي تقف عند كثير من القضايا الشائكة، وبالعدد الهائل من الوثائق المكتشفة، وهي وثائق كانت نتيجة تنظيم محكم للبيروقراطية العثمانية. فماهي الإمكانات التي يوفرها الأرشيف العثماني؟.
المصادر المحلية و الأوربية -تاريخ الجزائر-العهد العثماني-تجربتي دوفولكس ودي غرامون في الكتابة التاريخية.