مجلة المواقف
Volume 4, Numéro 1, Pages 99-108
2009-12-31
الكاتب : محمد بوشنافي .
عرفت الجزائر خلال العهد العثماني (1520- 1830) هجرة واسعة لعدد هام من علمائها نحو مناطق عديدة من العالم الإسلامي، و خاصة نحو المغرب الأقصى وبلدان المشرق العربي، مما شكل نزيفا خطيرا وأثر تأثيرا سلبيا على الحركة العلمية في الجزائر آنذاك. وقد تعددت الأسباب والدوافع التي دفعت بهؤلاء العلماء إلى المغادرة، ومن بينها تراجع الحركة العلمية وتدهور التعليم في تلك المرحلة حسب ما تؤكده بعض المصادر، وهي الظاهرة التي مست معظم العالم الإسلامي، فلا نكاد نصادف خلال هذه المرحلة إلا عددا قليلا من العلماء الذين ذاع صيتهم. ولم يكن هذا غريبا على تلك الفترة، خاصة وأن الأتراك العثمانيين ركزوا كل اهتمامهم على حركة الجهاد البحري وصد هجمات الأوربيين (الكفار) المتتالية على سواحل الجزائر، ولهذا لم يولوا الثقافة الاهتمام الذي تستحقه، فغلب على عهدهم الجمود الفكري والثقافي، وربما كذلك لأنهم كانوا أعاجم لا يتقنون لغة أهل البلد. غير أن هذا لا ينفي أبدا وجود حركة ثقافية ورثتها بعض الحواضر كتلمسان وبجاية ومازونة وقسنطينة عن الفترة السابقة للعهد العثماني، فكان نتاج ذلك أن نبغ عدد هام من العلماء تركوا لنا رصيدا علميا وأدبيا معتبرا، ويضاف إلى ذلك أن بعض الحكام، خاصة الدايات، شجعوا العلم والعلماء، ومن هؤلاء محمد بكداش (1707- 1710)، الذي كان له نصيب وافر من العلم، فقرب إليه العلماء والأدباء الذين أصبحوا من جلسائه، مما أثر إيجابيا على تطور الحركة الأدبية، وأخذ الأدباء يقرضون الشعر ويكتبون النثر في شتى المجالات (الطمار، م. 1980: 310) ومنهم محمد بن ميمون الجزائري الذي سجل أحداث فتح وهران الأول عام 1708م في قصيدة طويلة سماها" التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية".
الهجرة؛ العلماء؛ العهد العثماني؛ الجزائر؛ الحركة العلمية
صالح بوسليم
.
عائشة محمة
.
ص 53-80.
محمد بوشنافي
.
ص 385-412.