اللّغة العربية
Volume 22, Numéro 3, Pages 365-381
2020-11-01
الكاتب : طيبي نعيمة .
ممّا لا ريب فيه أنّ القرآن الكريم قد نزل بلسان عربي مبين ليقوم بحفظ اللّغة العربية وصيانتها من كل الشوائب التي قد تكتنفها، كما أنّه أبقاها وخلدها على مدى القرون متينة الدعائم قوية الشواهد، وعلى هذا الأساس كان القرآن الكريم -ولا يزال- منهلا يطلبه العلماء والباحثون على اختلاف تخصصاتهم سواء أتعلق الأمر بعلوم الشريعة الإسلامية أم بغيرها من العلوم الأخرى، حيث إنّ في القرآن الكريم ملامح وإشارات هي بمثابة الحجر الأساس عندهم، بالإضافة إلى أنّها تعدّ منطلقا لأبحاثهم واهتماماتهم العلمية والدينية والدنيوية. وما دامت اللّغة العربية هي لغة القرآن الكريم التي جعل منها لغة حية ارتبطت بالدين الإسلامي وكانت وعاء لدستوره فقد اختارها الله لغة كتابه، وذلك لما اجتمع فيها من مؤهلات وخصائص فكانت قمينة بهذا الفضل، كما ازدادت مكانتها وقيمتها بالأبحاث العلمية المتخصصة ولاسيما في مجال القراءات القرآنية التي تعتبر وجوه لقراءة القرآن الكريم والتي كان قد سمح بها النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوته، حيث إن كل قراءة توافق لهجة من اللهجات العربية القديمة آنذاك، مع مراعاة الفروق الصوتية والتميزية لكل قراءة على حدة، ولعّل السبب الأساس وراء تنوع القراءات القرآنية كان بغية التسهيل والتيسير على الأمة الإسلامية، وهذا ما انبثق عنه تنوع في القراءات القرآنية.
القرآن الكريم، القراءة، الرواية، اللّهجة، الهمز، التحقيق، التسهيل....
حاج بنيرد
.
ص 17-34.