التدوين
Volume 12, Numéro 1, Pages 101-109
2020-01-30
الكاتب : شنوف نصرالدين . بلبولة مصطفى .
لقد قدم المثقف عموماً والعربي على وجه التحديد نفسه في كل مرة على أنه ضمير المجتمع وحارس الوعي الجمعي باعتباره من طبقة متعالية مفارقة نسميها بالنخبوية. ومن خلال هذا الوهم سعي المثقف إلى تنصيب نفسه وصياً على الحرية والثورة، ورسولاً للحقيقة والهداية وقائداً للمجتمع والأمة، وظل يعتقد أنه بإمكانه تحرير المجتمعات والشعوب من كل أشكال التبعية والهيمنة أو من شروط التخلف والفقر، من غير أن يكلف نفسه عناء إعادة النظر في هواماته الإيديولوجية وأمراضه النفسية. لقد صار المثقف يتصرف وكأنه ساحر أو داعية أو كاهن يأتي بالتحرير من حيث لا يعلم ذلك إلا هُوَ. وسنحاول في هذا البحث أن نقدم تحليلاً نقدياً لهذا المشهد التراجيدي لصورة المثقف العربي الذي يجعل ذاته في مقابل العالم.
المثقف، النخبة، الايديولوجيا، المجتمع العربي.