مجلة الباحث
Volume 1, Numéro 2, Pages 93-143
2011-07-01

دافعية التعلم

الكاتب : عابد بوهادي .

الملخص

يفرض التعلم نفسه في كل موضوع يرتبط باللسانيات التطبيقية بشكل عام وبتعليمية اللغات بوجه خاص، وتكمن أهمية التعلم في كونه موضوعا يتعلق بالعملية التعليمية وبالجانب النفسي للمتعلم. فطبيعة التعلم تجعله أقرب ما يكون إلى حقل اللسانيات التعليمية وعلم النفس التربوي، إذ يرى بعض العلماء أن مجال التعلم مجال نفسي بحت، يتعلق بنفس المتعلم وما يدور في عالمه الداخلي. ومن هنا كان للتعلم أهمية كبرى في حياة الفرد وتأمين مستقبله. إن التعلم عملية معقدة متداخلة العناصر لها من الخصائص ما يجعلها تتقاطع مع كثير من العوامل ذات التأثير الداخلي والخارجي. فأما المؤثرات الداخلية، فهي تتعلق بميدان علم النفس التربوي والسيكولوجي وغيره مما له صلة بدراسة الملكات الذاتية والقدرات النفسية، وأما المؤثرات الخارجية، فتتعلق بالوسط المدرسي والعائلي والبيئة بشكل أوسع. فنجاح العملية التعلمية إنما يتوقف على تضافر عوامل معينة ينبغي أن تحظى بالدراسة والعناية، ومنها دافعية التعلم، تلك الطاقة التي يشتكي من ضعفها كل أطراف العملية التعليمية- التعلمية. ولمعاجلة هذه الظاهرة يجب أن نبحث عن أسباا ومؤثراا، فنخضعها للدراسة والتحليل حتى نتمكن من فهمها ووصف العلاج الملائم لمواجهة المشكلات الناتجة عنها وبالتالي تقديم البدائل المناسبة لها. إن الاهتمام بدوافع المتعلمين وميولهم واتجاهام من قبل المعلمين يكتسي أهمية كبرى في إنجاح العملية التعليمية. فالدوافع تنشط السلوك نحو تحقيق الهدف. ويمكن للمعلم الكفء توجيه هذا النشاط نحو أداءات أفضل والعمل على استمراريته وتنوعه في وضعيات التعلم المختلفة. وتعتبر إثارة ميول المتعلمين نحو أداء معين واستخدام المنافسة بقدر مناسب بينهم، من الأمور الهامة التي تستخدم لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية. غير أن دفع المتعلم إلى القيام بأداء مهام لا تتناسب مع قدراته وإمكانياته قد يؤدي به إلى التعثر والإحباط نحو التعلم، ومن ثم، التراجع في الدراسة. لذلك ينبغي للمعلم أن يعمل على رفع مستوى طموح المتعلمين بدرجة تعادل درجة استعدادهم وميولهم وقدرام نحو الأنشطة المختلفة حتى يتسنى للمتعلمين النجاح والاستمرارية في الأداء وعدم التعرض للإحباط. كما على المعلم والأولياء كذلك ألا ينسوا الفروق الفردية ودورها في إنجاح الإنجاز حيث يختلف الطلاب في القدرات والاستعدادات كما يختلفون في الأوصاف الجسمية. وهذا ما نحن بصدد بحث عناصره في هذه المحاولة وتحليلها بغية الوقوف على أنجع الأساليب لتفعيل دافعية التعلم لدى المتعلم الذي يعتبر المحور الأساس في العملية.

الكلمات المفتاحية

الدافعية؛ التعلم؛ التعليمية