مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية
Volume 1, Numéro 1, Pages 80-99
2013-01-01
الكاتب : جلول مقورة .
المتقصي لتاريخ الفكر الفلسفي، يدرك ذلك التمازج بين الفلسفة والسياسة، وبالتحديد بين الفلسفة والديمقراطية، باعتبار أن هذه الأخيرة المكسب الحقيقي الذي يجب الدفاع عنه، والمحافظة عليه، فمن أفلاطون وأرسطو إلى فلاسفة الأنوار إلى الحداثيين، إلى المابعد حداثيين، كان شغلهم الشاغل التجسيد الفلسفي عن طريق الديمقراطية مهما اختلفت آراؤهم، ومرجعياتهم سواء كانت اجتماعية، دينية، أو ميتافيزيقية. غير أن ما يميز كل محاولات الربط هاته، هو ارتكازها على فلسفة الذات، وثنائية الذات والموضوع، وإهمالها لأكبر معنى للديمقراطية وهو التشارك والتذاوت. والمتتبع لتطور مفهوم الديمقراطية، يجد أنها عند أرسطو ترتبط بالحكومة الدستورية وبإدارة الدولة ، فهي في خدمة الشعب وحده لا غير، والتي تقوم على سيادة القانون والتي يخضع لسلطتها الكبار والصغار، العوام والخواص، أما في العصور الوسطى، فقد ارتبط مفهوم الديمقراطية بالسيادة المطلقة ثم المطالبة بالأنظمة الجمهورية، والتنظير كان على حسب العقد الاجتماعي، الذي بدأ من هوبز إلى روسو، وهو تنظير يقوم على فلسفة الوعي، أو إدراك الذات على أنها كائن اجتماعي خاضع لمجموعة من القوانين، وهو يقوم بتأسيسها تحت مفهوم العقد الاجتماعي، الذي ينقله من الجانب الحيواني إلى الإنساني، والتعبير عن الإرادة العامة يمثل سيادة الشعب.
هابرماس الديمقراطية الفاعلية التواصلية الفلسفة الفكر