مجلة المواقف
Volume 8, Numéro 1, Pages 262-282
2013-12-31
الكاتب : الحاج رباني .
إن الحداثة الغربية استغرقتنا وجعلتنا نزعم أننا حداثيين ولو كان ذلك علي سبيل الادعاء والمواكبة، بل وحتى الدخول في نمط من المجاراة ذات الطابع الاستهلاكي البسيط أو الطابع الاستهجاني السطحي، وفي الحالتين يغيب عنا، أننا مسئولون عن أفكارنا ومواقفنا وتصوراتنا التي نحملها معنا حول الحداثة وما بعد الحداثة والعقلانية التي أثمرتها الفلسفة الليبرالية في العصر الحديث، والمسؤولية في هذا الإطار تعني أننا نفكر في مفاهيمنا التي ننتجها أو نتلقاها قبل الارتباط بها أو الانفصال عنها، وهو ما يتطلب منا التسلح بوعي تاريخي يقتضي منا التفكير ككائنات بشرية تعيش داخل تاريخيتها الراهنة والمأمولة، وأن نميز بين الخيالي وبين المثالي، بين العقلاني والواقعي، بين الممكن والمستحيل. هذا التفكير المسؤول هو وحده الذي يسمح لنا بالتحرر من عشوائية المواقف وتلقائية الأفكار، والخلط بين المتناقضات، وفقداننا لماهية الأشياء، ولذلك إذا كانت الحداثة هي ما شغل أفكارنا لزمن طويل، وكثيرا ما ظلت هذه الحداثة عقيدة غير مطاعة، فكنا حداثيين غير مؤمنين بحداثتنا، فقد آن الأوان للتفكير في الأساس الذي قامت عليه وانتهت إليه، إنه المشروع الليبرالي للحداثة الذي عدلته فلسفات ما بعد الحداثة، التي أنتجتها المجتمعات التقنية عندما وصلت إلى استبدال القيمة الإنسانية للمعرفة بالقيمة المادية والسيبرنيطيقية، بحيث أصبح العلم هو مجموع المعلومات القابلة للاستعمال المباشر، والسؤال الذي نطرحه هنا، أليست الليبرالية هي ما أثمرته المجتمعات الحديثة سواء في مرحلتها الحداثية أو ما بعد الحداثية ؟ وإذا كان الأمر بهذا الشكل فما هي الأسس التي قامت عليها الليبرالية ؟
الحداثة؛ الغرب؛ الإستهلاك؛ العصر الحديث؛ الرأسمالية؛ اللبرالية