المعيار
Volume 6, Numéro 2, Pages 60-72
2015-12-31
الكاتب : موازبي ربيع .
إن النص بوصفه موضوعاً للتلقي يعود إلى نشأة الفن وتذوقه. أما كونه تجربة للتلقي فإنه لم يحظ بالعمق التساؤلي الذي يخلصه من الاستجابات السطحية والانفعالات إلاّ في العصر الحديث. ومن هنا أصبح فعل التلقي يخضع لشروط واعتبارات تحددها فعالية القراءة من حيث كونها فعل إدراك لشيء مدرك يلتمس تحققه من خلال التفاعل الثنائي بين النص والقارئ، إذ لا يمكن للنص أن يحيا إلا في أفق فاعلية إنتاجية وتلق. بحيث إن تجربة القراءة في جهودها المتعددة والمتباينة تكمن في البحث عن أدبية النص. وتسند محاولتها إلى تفاعل الذات مع الموضوع، وذلك حتى تجعل من النص- في إسقاطاته- صورة للمتخيل الاحتمالي. وهو ما يميز هذا النص عن ذاك عبر تفوقه على المألوف. غير أن التساؤل الجوهري الذي يعترض كل متلقٍّ هو. كيف يتلقى القارئ النص؟، وما هي الآليات التي يستند عليها في فتح مغاليقه؟، وهل يصل إلى لحظة اللذة والمتعة المتوقعة؟، كل هذه الأسئلة وأخرى سنجيب عنها إن شاء الله تعالى، في تضاعيف هذا العمل.
الأسس الفكرية لنظرية التلقي في التراث العربي القديم