آفاق سينمائية
Volume 10, Numéro 2, Pages 70-88
2024-01-25

تلقي الفيلم السينمائي: بين النص المفتوح وحدود التأويل

الكاتب : نمس وداد . صاحبي فيصل .

الملخص

شكلت التيارات التأويلية في النصف الثاني من القرن العشرين منعطفا فلسفيا بارزا في مسيرة النقد الفني الحديث، لنقلها مركز الاهتمام من المقاربة المحايثة النسقية التي تنظر للنص كبنية منغلقة على ذاتها، إلى مقاربة تأويلية سياقية تحتفي بدور الذات المتلقية في توليد دلالة النص كخطاب مفتوح، وقد نتج عن هذه الفلسفة الهرمينوطيقية خاصة مع غادامير، دلتاي، وغيرهم انبثاق عدة توجهات نقدية، بدءًا بنظرية التلقي الألمانية مع كل من ياوس وإيزر، وصولا إلى تيارات ما بعد البنيوية الأكثر جذرية كتفكيكية دريدا، وريتشارد رورتي، فالنص وفقا لهؤلاء فضاء حر للتعدد الدلالي والإحالات اللامتناهية، وحضور الدال في النص الدريدي يقابله غياب مستمر للدلالة، بل أن كل تأويل هو عبارة عن إساءة تأويل. وهو ما دفع أمبرتو إيكو إلى أن يضع سقفا للمتاهة التأويلية دفاعا عن حقوق النص، فالنصوص وفقا لإيكو أدبية كانت أو سينمائية ورغم انفتاحها الدلالي، مرهونة ب "حدود التأويل" التي تضبط أفق التلقي. ذلك ما سيشكل موضوع هذه الورقة البحثية في إثراءها النقاش حول مشروع أمبرتو إيكو التأويلي، وإسقاط مفاهيمه على تأويل الفيلم السينمائي انطلاقا من الإشكالية التالية: هل قدرة النص السينمائي على التدليل لا نهائية لدى المشاهد، أم أنها تخضع لحدود وضوابط تأويلية؟

الكلمات المفتاحية

النص السينمائي، التأويل اللامتناهي، حدود التأويل، السميوز، أمبرتو إيكو