اللّغة العربية
Volume 25, Numéro 1, Pages 475-495
2023-03-30

المقاربة ما بعد الحداثية للنص القرآني وأثرها على تلقيه بوصفه "خطابا أسطوريا"

الكاتب : زواخ نعيمة .

الملخص

يبني أركون فرضياته بخصوص النص القرآني، على مفاهيم أفادها من النظريات الغربية المزدرية لكل ما له علقة بالأديان، والمشككة من ثمة في "الحقيقة المطلقة" التي تدعي الهيئات الرسمية والدينية امتلاكها، فهي (أي النظريات) تنسبها تبعا لذلك إلى ما تسميه بـ"الأحادية العقلانية" التي يجب – في تصورها -التصدي لها بما أنها تعارض التفكير العلمي الحر. ويتمظهر هذا النزوع في عدد من النتائج المفارقة وكذا المثيرة للجدل التي توصل إليها المفكر، وسوف نتوقف في هذا المقال عند بعضها مما نراه جديرا بالوقوف عنده، ويتمثل في مسألتين: - أولاهما: إسقاطه مفهوم المدونة الرسمية على ما تعورف على أنه " المصحف"، وما انجرّ عن هذا الوسم من تبعات تقضي بأن هذا النص الذي بين أيدينا ليس هو النص الأصلي، ذلك أن النص الأصلي إنما هو خطاب شفهي اندثر مع اندثار المتلفظين به، فضلا عن أن النسخ الأولى للنصوص القرآنية تم القضاء عليها مما لا يتيح لنا تفحصه ومعرفته المعرفة التداولية الصحيحة، وما استبقي لا يعكس إلّا إرادة سلطة سياسية-دينية. - الثانية: توظيفه مصطلح "الأسطورة" في نقيض المحمول القرآني على الأقل، حتى وإن راح يصبغ عليه الصبغة التخييلية السحرية كنوع من التبرير لهذا الاستعمال، ومن يطّلع على هذا الرأي – لا سيما من غير المسلمين-يحسب أن القرآن مجرد كلام شعري جميل. هذا، عدا أن مثل هذا الاختيار المعجمي، يورد إلى أذهاننا تلك العلاقة الوثيقة التي تربط الأسطورة بالوهم – أي بما هو خارج الحقيقة- أو خارج السطر. كما تنص عليه بعض التحديدات المعجمية لمادة ( سطر). يبني أركون فرضياته بخصوص النص القرآني، على مفاهيم أفادها من النظريات الغربية المزدرية لكل ما له علقة بالأديان، والمشككة من ثمة في "الحقيقة المطلقة" التي تدعي الهيئات الرسمية والدينية امتلاكها، فهي (أي النظريات) تنسبها تبعا لذلك إلى ما تسميه بـ"الأحادية العقلانية" التي يجب – في تصورها -التصدي لها بما أنها تعارض التفكير العلمي الحر. ويتمظهر هذا النزوع في عدد من النتائج المفارقة وكذا المثيرة للجدل التي توصل إليها المفكر، وسوف نتوقف في هذا المقال عند بعضها مما نراه جديرا بالوقوف عنده، ويتمثل في مسألتين: - أولاهما: إسقاطه مفهوم المدونة الرسمية على ما تعورف على أنه " المصحف"، وما انجرّ عن هذا الوسم من تبعات تقضي بأن هذا النص الذي بين أيدينا ليس هو النص الأصلي، ذلك أن النص الأصلي إنما هو خطاب شفهي اندثر مع اندثار المتلفظين به، فضلا عن أن النسخ الأولى للنصوص القرآنية تم القضاء عليها مما لا يتيح لنا تفحصه ومعرفته المعرفة التداولية الصحيحة، وما استبقي لا يعكس إلّا إرادة سلطة سياسية-دينية. - الثانية: توظيفه مصطلح "الأسطورة" في نقيض المحمول القرآني على الأقل، حتى وإن راح يصبغ عليه الصبغة التخييلية السحرية كنوع من التبرير لهذا الاستعمال، ومن يطّلع على هذا الرأي – لا سيما من غير المسلمين-يحسب أن القرآن مجرد كلام شعري جميل. هذا، عدا أن مثل هذا الاختيار المعجمي، يورد إلى أذهاننا تلك العلاقة الوثيقة التي تربط الأسطورة بالوهم – أي بما هو خارج الحقيقة- أو خارج السطر. كما تنص عليه بعض التحديدات المعجمية لمادة ( سطر). الكلمات المفتاحية: القرآن، النص، القراءة، المدونة، الأسطورة، النظريات الغربية، الإيديولوجية. Abstract : Arkoun builds his hypotheses concerning the Koranic text, on concepts from which he benefited from Western theories, disdainful of everything related to religions, and which question the "absolute truth" that official and religious organizations claim to possess, because these theories, therefore, attribute to what they call "rational Monism," which they believe should be tackled, since it opposes free scientific thought. This tendency appears in a number of paradoxical and controversial conclusions of the thinker, and we will focus in this article on two questions: The first: the concept of "official corpus" was removed from what was known as "Al mushaf", and the consequences of this marking were that this text in our hands is not the original text, because the original text is rather an oral discourse which ceased to exist with the disappearance of those who made it. Besides the fact that the first copies of the Koranic texts have been eliminated, this does not allow us to examine the text and identify its pragmatic aspects, and what has been preserved only reflects the will of the politico-religious authority . - The second: use the term "myth" in contradiction with the Koranic concept, even if the thinker gives it a magical imaginary nature as a kind of justification for this use, and anyone who reads this opinion - in particular non-Muslims, thinks that the Koran is only a beautiful poetic speech. This, in addition to such a lexical choice, reminds us of the close relationship that connects myth to illusion - that is, that which is outside the truth - or outside the line, as noted in certain linguistic definitions of lexeme ("satr": in english "line").

الكلمات المفتاحية

القرآن ; النص ; القراءة ; المد ; منة ; الأسط ; رة ; النظريات ; الغربية ; الإيدي ; ل ; جية