سلسلة الأنوار
Volume 12, Numéro 2, Pages 1-14
2022-11-10
الكاتب : سرير أحمد بن موسى .
يحتلّ مفهوم اللعب مكانة مركزية في خطاب العلوم الإنسانية في القرن 20، حيث فتح المنعطف اللساني، وكتابات دوسوسير وفتجنشتين، رؤى ومنظورات الاهتمام النظري بهذا المفهوم. فإلى جانب البحوث والدراسات الكبرى حول دور اللعب في الثقافة، كما هو الحال مع يوهان هويزنجا (1872-1945) و روجر كايلوة (1913-1978)، ساهمت جميع حقول العلوم الإنسانية في بلورة وتحليل خصوصية مفهوم اللعب، في علم النفس( بياجيه...)، في البيداغوجيا، في السوسيولوجيا ( كيلوة...)، في الفلسفة (دريدا ....)، في اللسانيات (بنفنيست ....)، وفي الاستتيقا (غادامير...) .....الخ. إن كلّ محاولة للنظر في العلاقة بين اللّعب والأدب، يمكن أن تستفيد من مختلف هذه المقاربات، ليس انطلاقا من تصور مسبق ومطلق للّعب،بل من منظور سياقات مفهومية مختلفة. ما يضعنا أمام ثلاثة اتجاهات رئيسية: الأول يوازي بين أنطولوجيا العمل الفني وأنطولوجيا اللّعب (النزعة الإيديولوجية)، أما الثاني فيهتمّ بالقواعد لإمكان تخطي عقبات اللغة في الإبداع الفني، وإبداع أسلوب لعب شخصي ( الاتجاه المعياري)، بينما ينحو الاتجاه الثالث منحى سيكولوجي يعطي للأدب والقراءة نفس الوظيفة، حيث يساهم اللعب في دمج الطفل في محيطه الاجتماعي، وفي إعلاء رغباته ( الاتجاه السيكولوجي). وعلى العموم هناك العديد من الأمثلة التاريخية والتجريبية على حضور اللعب في الأدب (القصص والروايات والأشعار التي تكون فيها اللعبة محور العمل الأدبي)، وعلى دوره كمبدأ توليدي للنصوص. من هذا المنطلق سنحاول في هذه الورقة أن نقف على دور مفهوم اللعب في النظرية الأدبية، في تيارين معاصرين رئيسيين هما: الهرمينوطيقا والتفكيك، عبر إبراز إستراتيجيتيهما اتجاه النصوص الأدبية.
اللعب، النظرية الأدبية، الهرمينوطيقا، التفكيك
عبد الواحد جلوب حيدر
.
ص 201-218.