مجلة العلوم الإسلامية
Volume 2, Numéro 1, Pages 10-69
2020-06-30

المدارس النَّحويَّة وأثر علمائها في التَّقعيد اللُّغويّ

الكاتب : محمد رزق شعير .

الملخص

يدور البحث حول موضوع: (المدارس النَّحويَّة وأثر علمائها في التَّقعيد اللُّغويّ)؛ وهو من الموضوعات المهمَّة في توصيف علماء النَّحو بحسب تصنيفاتهم المدرسيَّة والمنهجيَّة، ابتداءً من إمام النَّحو "سيبويه" وتأسيسه لقواعد النَّحو في كتابه "الكتاب"- الَّذي يعدُّ قرآن النَّحو، كما يقول عنه العلماء- في البصرة، ثمَّ تأتي الكوفة؛ وهاتان المدرستان بروَّادهما هما أساس التَّقعيد النَّحويُّ بما تركوه من مؤلَّفات وآراء لخدمة القرآن الكريم- السَّبب الرَّئيس لنشأة النَّحو- وكذلك خدمة العربيَّة بشعرها ونثرها بوجه عامٍّ. فهؤلاء العلماءُ قد تركوا لنا هذه الثروةَ الضَّخمةَ النفيسَةَ من مؤلَّفاته المتعدِّدَةِ الموضوعاتِ والأحجام. كانت العرب تَمْقُت اللَّحْنَ أشدَّ المَقْتِ، وتراه مَنْقَصَةً تُزرِي بصاحِبها، لا في مطلع الإسلام فحَسْبُ؛ ولكن فيما تلاه كذلك إلى أَمَدٍ بعيد، وكانوا لا يَسكُتون عن لَحْنَةٍ تَعْرِض، بل لا يُقِرُّون على شَكٍّ منها، لا في قول يقال، ولا في نصٍّ يُرْوَى. وقد وردتْ رواياتٌ كثيرةٌ تعزو وَضْع النَّحو إلى أبي الأسود، بلا خلاف بينها. وهناك فَضْلٌ للسَّابقين على سيبويه؛ فقد أمدَّه كثيرٌ منهم بقدرٍ عظيمٍ منَ الآراء والأحكام، ولا سيَّما يونس بن حبيب، والأخفش الأكبر، وأبو عمرو بن العلاء، فكان لهم بذلك جهد مشكور في صنع الكتاب، ولم يكفَّ النُّحاة بعد سيبويه، فألَّفوا في النَّحو ثروة هائلة من الكتب. أشهَرَ النُّحاةِ الَّذين جاؤوا من بعده إلى سِيبَوَيْهِ بترتيب سِنِين الوفاة: أبو الأسود، و عبدالله بن أبي إسحاقَ، وأبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد الفراهيدي، ويونس بن حبيب، وسِيبَوَيْهِ. وأشهر النُّحاة فيما بين سِيبَوَيْهِ وانقسام الدَّولة العباسيَّة: الأخفش، والمازنيُّ، والمبرِّد، والزَّجَّاج. وأشهر علماء الكوقة: معاذ الهَرَّاءُ، والكِسَائِيُّ، والفَرَّاء، وثَعْلَب. وأشهر نحاة شرق دجلة: السِّيرَافِيُّ، والفَارِسِيُّ، وابن جِنِّي، والزَّمَخْشَرِيُّ. وأشهر نحاة مصر والشَّام: ابن بَابْشَاذ، وابن مُعطٍ، وابن يَعِيشَ، وابن الحاجب، وابن هشام، وابن عَقِيلٍ، والشَّيخ خالدٌ الأَزْهَرِيُّ، والسُّيُوطِيُّ، والأُشْمُونِيُّ، والصَّبَّانُ. وأشهر نحاة الأندلس والمغرب: ابن مَضَاء، والشَّلَوْبين، وابن مالك، وابن آجُرُّومَ، وأبو حَيَّانَ. إنَّ المتهج المتَّبع في البحث هو المنهج الوصفي التَّحليلي؛ فالتَّحليل قائم على الوصف أوَّلا، ثم بيان الأثر العلمي للنحويين.

الكلمات المفتاحية

النَّحو، المدارس النَّحوية، نحو البصرة، نحو الكوفة، التقعيد اللُّغوي.