مجلة الذخيرة للبحوث والدراسات الإسلامية
Volume 4, Numéro 2, Pages 538-568
2020-12-31
الكاتب : ياسين العمري .
تُعتبر العلاقة بين المثقف والسلطة السياسية علاقة جدلية - استشكالية منذ القدم، فهي علاقة ديناميكية ومتحرّكة وغير جامدة وثابتة؛ حيث قامت بالأساس على قاعدة ثنائية العلاقة بين الموالاة والمعارضة، ولا يمكن القفز على كون السلطة السياسية عبر العصور تحتاج للمثقفين وللسلطة الثقافية عموماً لتكريس شرعيتها، والتبرير لسياساتها، وتلميع رموزها، وإقناع الجمهور بكلّ ما ينتج من أقوال وأفعال عن الحاكم وبطانته. والمثقف بصفة عامّة، والعربي المسلم بصفة خاصّة، وحتى قبل استقرار المفهوم ورسوخه على إثر قضية الضابط "دريفويس" بفرنسا، كان العلماء والمحدّثون والوعّاظ والكتّاب والشعراء وغيرهم ممّن لعبوا دور المثقف في العصور القديمة والوسطى، يتعاملون مع السلطة الحاكمة بمنطقين مختلفين، فإمّا يوالون الحاكم ويمدحونه، فيحصلون مقابل ذلك على الامتيازات المالية والمناصب والمكانة الاجتماعية، وإمّا يعارضون الحاكم فيكون مصيرهم إمّا محاولة التدجين والاحتواء في بعض الحالات، أو مباشرة الإقصاء والتنكيل والعقوبات التي تتراوح ما بين السجن والتعذيب والتشريد والقتل وحرق الكتب وغيرها. نشير مع ذلك إلى أن هناك استثناءات على قاعدة الثنائية، فخارج منطق الموالاة والمعارضة، قد نجد هناك المثقف المحايد أو الذي يتقلّب بين الموالاة والمعارضة حسب المصلحة والمشروع الشخصي والقناعة. هذه المقالة البحثية تهدف إلى الغوص في علاقة المعارض للسلطة السياسية في العهدين المرابطي (المعتمد بن عبّاد نموذجاً) والموحّدي (ابن رشد الحفيد نموذجاً)، والذي تعرّض نتيجة تلك المعارضة إلى بطش السلطة السياسية، مع تسليط الضوء على دور رجال الدين ممّن يُصطلح عليهم بعلماء البلاط أو وعّاظ السلاطين في إضفاء المزيد من التوتّر بين المثقف والحاكم، حيث كانت الخلافات بين الطرفين سياسية بالأساس رغم طابعها الديني.
المثقف، المعارضة، السلطة السياسية، المرابطين، الموحدين.
ديب صفية
.
ص 831-850.
يسين العمري
.
ص 23-38.
عيساوة محمّد
.
ص 386-398.