المجلة التاريخية الجزائرية
Volume 3, Numéro 2, Pages 24-46
2019-12-30
Auteurs : الأمجد الدريدي .
لقد شهدت مسألة الجباية بإفريقيّة خلال العصر الموحّدي تطوّرا جذريّا مقارنة بما كان الوضع عليه زمن حكم بني زيري وذلك في تناغم مع تغيّر المشهد السّياسي والمذهبي والإداري الذي رافق استقرار الموحّدين. وقد كان لهذه الولاية الموحّدية الجديدة خصوصيّة تميّزها عن غيرها من بقيّة مناطق بلاد المغرب ممّا جعل الموحّدين يطبّقون بها نظاما جبائيّا يتميّز عموما بالمرونة، إذ لم يطبّقوا بها قاعدة التّخميس باعتبار وأموالهم فيئا وغنيمة مثلما كان الأمر بمناطق المرابطين. وما تجدر الإشارة إليه أيضا أنّ السياسة الجبائية المطبّقة بإفريقية كانت تختلف من منطقة إلى أخرى بالنّظر إلى كيفيّة خضوعها لسلطة الموحّدين وكذلك بالنّظر إلى درجة مشاركتها في الثّورات التي وقعت ضدّهم، كما يمكن أن نميّز فيها بين أوضاع المدن وأوضاع القرى والبوادي والتي لم تكن بالضّرورة متشابهة نظرا لتعدّد العناصر المتداخلة فيها وتضارب مصالحها ونخصّ بالذّكر دور القبائل العربيّة في هذه المسألة. ومن النّقاط الأساسية الواجب التأكيد عليها أيضا مدى احترام الولاة وجباة الضّرائب للقوانين والأسس الشّرعية التي كانت من أهمّ الشّعارات التي انبنت عليها السياسة الدّعائية للمشروع السياسي والدّيني للموحّدين.
الجباية الموحّدية، المدن، المجتمعات القروية، القبائل العربية، السياسة الجبائية العامّة، السياسة الجبائيّة المطبّقة، ضغط القبائل.
حناش فهيمة
.
ص 650-680.