دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية
Volume 19, Numéro 1, Pages 257-281
2019-07-17
الكاتب : دهماني سهيلة .
إن النشر والاهتمام بمدينة قسنطينة يسهم بلا شك في بناء "صور" ذهنية مختلفة عنها لدى المتتبعين إما إيجابا أو سلبا، وهو ما يؤثر على صورتها العامة لدى من يعرفها ومن لا يعرفها. تسعى هذه الدراسة إلى تحليل ثلاثة صفحات مختلفة عن مدينة قسنطينة وهي: قسنطينة عاصمة للثقافة العربية وهي شبه رسمية تبرز إيجابيات التظاهرة، أخبار قسنطينة وهي نقدية عامة، عجائب وغرائب مدينة قسنطينة. حيث توصلت الدراسة الى النتائج التالية : - يتضح من النتائج ان للقائم بالاتصال الأثر المباشر في تحديد مضمون ونوعية المنشورات التي يكتبها أو يسمح بنشرها على الصفحة، ويمارس بذلك دور الرقيب والموجه لما ينشر في الاتجاه الذي يناسبه، من خلال حذف المنشورات او عدم السماح لها بالظهور، ويظهر ذلك جليا في الصفحات محل التحليل. - تتضارب الصور المنقولة عن قسنطينة من خلال الصفحات محل التحليل، فبعضها يمجدها من خلال الصور والمنشورات والفيديوهات الانتقائية التي تعكس جمالها ومعالمها واثارها، وجوانب من الاحتفالية، بينما اكتفت بعض الصفحات مثل اخبار قسنطينة بنقل الاخبار المختلفة بصفة عامة، اما الصفحات الناقدة فقد ركزت على الجوانب المهملة في المدينة مثل القمامة الاوساخ، بعض الاختلالات في المشاريع، وقد شكلت بذلك اعلاما بديلا للإعلام الرسمي. - بصفة عامة تتجاذب مدينة قسنطينة من خلال نشريات الفايس بوك صورتان يمكن للمتلقي تكوينهما عنها: - صورة المدينة الجميلة الجذابة ذات الإرث الحضاري والثقافي العريق، والمدينة العصرية من خلال اعمال إعادة التأهيل والمشاريع الثقافية الكبرى، وهي صورة حالمة تجعلها مثالية، تغري المتلقي بزيارتها، ويتضح أثر ذلك من خلال التعليقات والتفاعلات المختلفة لمستخدمي الصفحة. - صورة المدينة التاريخية الغارقة في مشاكل يومية اجتماعية لا يتم الالتفات اليها كفاية، بل يتم التمويه على مشاكلها الحقيقية من خلال أعمال الواجهة، وهي صورة تكاد تكون سوداوية متشائمة، ساهمت في تكوين مشاعر اسف لدى مختلف المتفاعلين مع المنشورات التي يتم اختيارها بعناية لتعضيد وجهة النظر هذه. مثل الفيديوهات الملتقطة من الشوارع الداخلية للمدينة أو تصريحات المواطنين، أو صور تلتقط من طرف مواطنين يتم نشرها أو تبادلها أو مشاركتها من صفحات أخرى. - ومما اظهرته النتائج أيضا فشل الصفحات الشبه رسمية القريبة من التظاهرة في تقديم صورة واقعية عن المدينة، والانفتاح على الأصوات الأخرى والتفاعل معها، ويبدو انها مازالت أسيرة النظرة الرسمية والإدارية النمطية، وهو ما يحد من فعاليتها الإعلامية و الإقناعية كثيرا. - ويعود السبب في ذلك الى نوعية المصادر التي يستقي منها كل طرف معلوماته وأخباره، ومدى التأكد من مصداقيتها وحقيقتها، إضافة الى الانغلاق ورفض وجهة النظر الأخرى التي تعبر عن الجزء غير المنظور او المسكوت عنه في النشريات، فالصفحات الناقدة والمعارضة تجتهد كثيرا في نقل صور مختلفة عن واقع بائس للمدينة دون ان تحاول معرفة حقيقة الواقعة، مما يحولها الى مصادر للتظليل الإعلامي، بينما تجتهد الصفحات الأخرى الممجدة للتظاهرة في تبييض الصورة، الى حد تزييف الواقع، ويزيد من حدة ذلك ان الكثير من النشريات تصاحبها صور فتوغرافية ذات تعديلات فنية بالفتوشوب، أو فيديوهات ملتقطة بطريقة انتقائية جدا، وكل ذلك يؤدي الى تشويش المعنى لدى المتلقي. - يتضح من خلال التحليل مدى خطورة النشر المنفلت في إطار "صحافة المواطن"، والذي يفتقد الى القاعدة الأخلاقية والقانونية والالتزام بقواعد المهنة وآدابها وكذا الالتزام المعنوي تجاه القارئ او المتلقي عموما، ولأن هذا اللون من الاعلام قد أصبح من الحقائق اليومية فان الحاجة تدعو الى إعلام سياحي وعمومي أكثر انفتاحا وأكثر فعالية في التعبير ونقل صور واقعية مهما كانت نوعيتها الى القارئ .
تمثلات ; الصورة الذهنية ; قسنطينة ; الفايس بوك
بلفار مصعب
.
غزال عبد الرزاق
.
ص 860-874.
عائشة لصلج
.
ص 517-542.
راضية بوسطلة
.
ص 284-305.
زمام ربيع
.
كرايس الجيلالي
.
ص 48-65.