اللّغة العربية
Volume 21, Numéro 2, Pages 149-168
2019-06-10

مشروع المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة - الكائن والمنتظَر-

الكاتب : محيوت كاهنة .

الملخص

إنّ المعجم كتابٌ يضمّ أكبر عدد ممكن من مفردات لغةٍ ما، واستعمالاتها في التّراكيب المختلفة، وهو الذي يحفظ للأمّة تراثها اللّغويّ، ورصيدها المعجميّ حتّى تبقى حيّة بين الأمم؛ لأنّه ما بقيت أمّة إن لم يسعَ أهلها للحفاظ على مقوّماتها الأساس، التي تمثّل اللّغة إحداها، وهو وسيلة لاستيعاب وتيسير استعمال اللّغة وتنميتها على الدّوام، والمعجم اللّغويّ عموما، والتّاريخيّ خصوصا يرصد المفردات وتطوّرها عبر العصور وما تسجّله من تغيّر. ويحتلّ المعجم مكانته المناسبة لدى أيّــــة دولة؛ بحيث تسعى حثيثا لأنْ يكون مصنوعا ومقبولا شكلا ومضمونا، ولطالما عملت الأمّة العربيّة على ذلك منذ القِدم، وإنّ المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة هو الذي يرمي إلى تزويد القارئ بتاريخ الألفاظ ومعانيها من خلال تتبّع تطوّرها منذ أقدم ظهور مسجَّل لها، حتّى يومنا هذا، ومن الدّوافع التي جعلتني أبحث في هذا الموضوع: المشروع الحضاريّ العتيد الذي يجب أن تنجزه الأمّة العربيّة، ولمّا ينجز بعدُ، لأنّه يحتلّ هذا الموضوع أهميّة بالغة في الدّراسات الحديثة؛ لأنّه إحدى رموز الأمّة العربيّة، وهو الذي يحفظ لها تاريخ لغتها المجيد، ويهدف المعجم التّاريخيّ للّغة العربيّة تنمية الثّقافة العربيّة وتجسيد الممارسة اللّغويّة العربيّة في كلّ المجالات، بما فيها التّخطيط اللّغويّ والسّياسة اللّغويّة، بالإضافة إلى تخطيط الوضع اللّغويّ للّغة العربيّة في الوقت الذي نحتاج فيه بالفعل إلى من يطبّق هذا المشروع الحضاريّ ويجسّد مكانته اللّغويّة، ولذلك لا أشكّ في نفع البحث ضمن هذا الإطار، ولا ريب أنّه سينفعني وينفع كلّ طالب في اللّغة وعلم المعجم. ولا شكّ أنّ العرب في حاجة إلى معجم تاريخيّ، يكون لهم بمثابة الذّخيرة اللّغويّة التي يعودون إليها وقت الحاجة؛ بحيث يعتبرونه ديوانهم الشّامل لكلّ لفظ أو مفردة أو أسلوب أو معنى، ويحفظ لهم تراثهم العريق الذي يعكس حياتهم وعلومهم.

الكلمات المفتاحية

اللغة العربية ; اللغة العربية، المعجم، المعجم التّاريخي للّغة العربيّة.