مجلة الخلدونية
Volume 9, Numéro 1, Pages 114-126
2016-06-01
الكاتب : حسنة كمال .
شهدت فترة حكمه السلطان العثماني سليم الثالث1798-1807 مجموعة من الإصلاحات في ميادين مختلفة ابررها الميدان العسكري، الذي مثل الحلقة الأضعف في الدولة العثمانية خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ونظرا لتأثره بالنموذج الفرنسي طالب من فرنسا الحصول على مهندسين وضباط لتكوين العثمانيين على المناهج الحديثة. يمكن تقسيم الدور الفرنسي في الإصلاحات العثمانية إلى مرحلتين،الأولى قبل الحملة الفرنسية على مصر، والتي كان فيها للمهندسين والمدرسين وحتى السفراء الفرنسيين بإسطنبول دورا كبيرا في دعم البرامج الإصلاحية العثمانية، خاصة في الميدان العسكري، والتي سمحت للسلطان العثماني بتأسيس ما سمي" بالنظام الجديد". رغم القطيعة العثمانية الفرنسية بسبب الحملة على مصر إلا أن المساعدات الفرنسية عادت من جديد بعد الصلح بين الطرفين، وهي المرحلة الثانية من الدور الفرنسي في الإصلاحات العثمانية، حيث وافق نابليون في عهد القنصلية والإمبراطورية بمواصلة دعم السلطان العثماني في إصلاحاته، وكان يهدف من وراء ذلك إلى تقوية مكانة فرنسا لدى الباب العالي، ومجابهة النفوذ الروسي الذي بقي يهدد العاصمة العثمانية باستمرار. كان الاعتماد على الفرنسيين والأوروبيين أحد الأسباب التي أدت إلى ظهور المعارضة ضد سليم الثالث قبل التيار المحافظ، الذي تمكن من الإطاحةبه، وراح بذلك ضحية إصلاحاته التي أرادها أن تكون على النمط الغربي الأوروبي.
فرنسا، الإصلاحات العثمانية، سليم الثالث