الحوار المتوسطي
Volume 3, Numéro 1, Pages 63-72
2012-03-10
الكاتب : فاطمة درعي .
بنهاية النظام القديم و قيام الثورة الفرنسية سنة 1789 ستعرف فرنسا عدة تحولات امتدت أصداؤها و تأثيراتها إلى جميع القارة الأوروبية ، و كان لها رجع الصدى في مناطق أخرى من العالم و من بينها الجزائر التي كانت ترتبط بعلاقات قديمة مع فرنسا ، حيث استطاعت فرنسا إرساء قواعد صداقة قوية و تعاون دائم ظهر في شكل امتيازات و معاهدات سلام و قروض ، وقد بدأت هذه العلاقات بأول معاهدة دفاعية سنة 1270 التي حصلت بموجبها فرنسا على امتيازات كانت ممنوحة للولايات الايطالية ، و بقيت سارية المفعول لمدة طويلة ، فكانت الجزائر تمارس بفضل قادتها البحريين ضغطا على أوروبا في صالح فرنسا. وفي النصف الثاني من القرن 18م كان الوضع السياسي الداخلي للجزائر مريحا ، و لم يحدث أي حادث ذو تأثير كبير يمكن أن يؤثر على وضع الدولة في هذه المرحلة. رغم وجود اتفاقية سنة 1689 إلا أنه وقعت عدة انتهاكات التي كانت السلطات الجزائرية تعاقب المتسببين فيها من الجزائريين حتى كان القناصل الفرنسيين أنفسهم يتدخلون للعفو عنهم وقد كان التماس العفو عرف لدى هؤلاء القناصل الأوربيين فبدون هذه الوساطة لن ينجو من العقاب الذي كان في الغالب هو الإعدام مهما كانت رتبته ومكانته في سلم المسؤولية لكن الطرف الفرنسي كان الوضع لديه مختلفا حيث تأكد في العديد من المرات تلاعب السلطات الفرنسية بمنح جوازات فرنسية لسفن بلدان معادية للجزائر ويعتبر البند التاسع من معاهدة 1689 عاملا للوقوع في هذه التجاوزات لأنه حدد نطاق المياه الإقليمية الفرنسية بعشرة فراسخ (حوالي 40 كلم) وبذلك لا يحّق للسفن الجزائرية مهاجمة سفن الأعداء فيهذه المنطقة مقابل التمتّع بالحماية الكاملة لها ولغنائمها لأن فرنسا ملزمة بدفع التعويضات عن الخسائر الواقعة داخل هذا النطاق، وكانت هذه التجاوزات في الغالب يقترفها الطرف الفرنسي، لكن انتهاك هذه المعاهدة لا يعتبر السبب الوحيد للتوتر لأن المصالح الشخصية التي يعمل القناصل على تثمينها بالاعتماد على مناصبهم أو دوافعهم الذاتية التي تجعلهم يخلطون بين المصالح الشخصية ومصالح الدولة التي يمثلونها والتي كانت في كثير من الأحيان السبب في إثارة التوتر بين الطرفين.
العلاقات السياسية- الجزائر- فرنسا- الثورة الفرنسية 1789- الدبلوماسية
شارف رقية
.
ص 416-439.
حلوان محمد
.
ص 200-210.
Bouhend Khaled
.
Benaissa Fatima
.
ص 54-73.