اللّغة العربية
Volume 7, Numéro 1, Pages 109-130
2005-07-01
الكاتب : محمد الحباس .
لقد أسال هذا الموضوع ولا يزال حبرا كثيرا، وانقسم الناس حوله أقساما شتى كل يدلي بدلوه حوله، فمنهم من يبالغ في التيسير حتى يكاد يحذف النحو تماما، ومنهم من يبالغ في التمسك بالنحو على ما هو عليه ولا يقبل أن يمس بحال، ومهم المقتصد الذي يشد من كل طرف بسبب، وحتى النيات قد اتهمت فيه، فاتهم المفْرطون في التيسير بأنهم يعملون على هدم النحو العربي من أساسه، وإن صدق هذا الاتهام فإنما يصدق على دعاة العاميات خاصة، لأن دعوتهم ليست تجديدا ولا تيسيرا للنحو العربي، وإنما هي نسف واضح له، وضرب للعربية الفصيحة في صميمها، ولهذا فإننا لن نعير اهتماما لهذا الرأي، لتفاهته وافتقاره إلى أدنى شرط من شروط الموضوعية العلمية، فضلا عن كونه رأيا هداما لا يمكن أن يقول به إلا من يكن للعربية والإسلام حقدا دفينا، والسكوت عن الرد عن الترهات عين الجواب المفحم . هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإننا نرى الحديث عن العاميات في مقال حول تيسير النحو العربي إنما هو خروج عن الموضوع، لأن موضوعنا حول العربية الفصيحة لا العاميات المنتشرة في شتى أقطار الوطن العربي . أما باقي الآراء المتعلقة بهذا الموضوع الشائك فسترى نصيبها من المناقشة في هذا المقال الذي نرجو من الله تعالى أن يسددنا فيه، وأن يعيننا على تجلية ما غمض من جوانبه خدمة لهذه اللغة العزيزة على قلب كل مسلم، عربي كان أم غير عربي . ولإعطاء هذا الموضوع حقه من البحث يجب التفريق بين مجموعة من المفاهيم، لأن هذا الغموض الذي ساد الموضوع ناتج في أغلبه عن الخلط بين هذه المفاهيم التي سنتعرض إليها بالتفصيل فيما يأتي
اللغة العربية؛ النح؛ التيسير؛ التدمير
محمد هاني
.
ميلود وعيل
.
ص 250-268.