اللّغة العربية
Volume 12, Numéro 2, Pages 63-72
2010-06-01
الكاتب : عبد الناصر بوعلي .
شرع العرب في وضع المصطلحات العلمية الحديثة في بدايات القرن العشرين، وقد تجمعت إلى الآن حصيلة معتبرة من هذه المصطلحات ولكنها ما زالت غير كافية للحاجة ولا تفي بالغرض المطلوب. ولذلك فإن التفكير في وضع المصطلحات المطلوبة لمختلف الأجناس العلمية بات من الضروري، وهنا تطرح الكيفيات والآليات التي ينبغي إتباعها لصناعة المصطلح. وهذا ما تعالجه هذه المقالة التي تبين أن وضع المصطلحات العلمية العربية يعتمد على جميع الوسائل التي نمت بها اللغة العربية نفسها وهي: الاشتقاق، والنحت، والتعريب، والترجمة، والمجاز. ويعد الاشتقاق المرفأ الأول الذي ينبغي للغة أن تركبه في وضع المصطلح لأنه توليد داخلي للغة فالكلمة الواحدة تلد كلمات، والكلمة المولودة بدورها تلد كلمات أخرى، وهكذا ينبغي الاستفادة من الاشتقاق إلى أقصى حدوده، مع المحافظة على منطق اللغة العربية الذي تمتاز به حتى لا تخرج على ضوابطها الأصلية وقد خطر لي في هذا المقال أن أنبه إلى أهمية اسم الآلة الذي يمثل أحد المشتقات والذي أثاره الصرفيون منذ القدم في مجال الحديث عن مسميات الآلات، ومادام العصر عصر الآلة فإن البحث في هذا الجانب يكتسي أهمية، والاجتهاد فيه محبذ، وإني أطرح هذه المبادرة في مجلتنا الغراء "اللغة العربية" علّها تثير انتباه المشتغلين بالبحث في إيجاد مصطلحات لما يبتكر يوميا من آلات والتي غزت أسواقنا ومنازلنا ومؤسساتنا بمسمياتها الأصلية، وقد تأخرنا في تدارك شأنها وليس ذلك بالأمر المعيب علينا فالعالم كله يشكو من هذه الظاهرة وهذا التداخل المصطلحاتي وكل لغة تحاول تدارك نقصها في أسماء الآلات التي صنعت في غير ديارها، ففرنسا على علوّها في العلوم تشكو من غزو المصطلحات الانجليزية والأمر نفسه عند الأسبان وعند الصين وكثير من الأمم. لذلك ينبغي أن لا نصاب بعقدة التأخر بقدر ما نبادر إلى إدراك الركب خصوصا وأن في لغتنا العربية سعة وثراء كبيرين.
اسم الآلة؛ صناعة المصطلح، المصطلحات العلمية؛ الآليات؛ اللّغة العربية
زاوي كلثوم
.
ص 965-983.
صلاح الدين أحمد فتح الباب محمد
.
ص 179-193.