مجلة تنوير للدراسات الأدبية والأنسانية
Volume 2, Numéro 1, Pages 353-362
2018-03-01

دلالة الإشارة لدى الأصوليين في ضوء اللسانيات الحديثة

الكاتب : مخطاري بوعلام . مزاري عبدالقادر .

الملخص

جاءت النظرية الإشارية على أنقاض ما قدمه دو سوسير فـي حصره للعلامة فـي الدال والمدلول ، وإهماله لفكرة المرجع، وقامت من طرف الإنجليزيين أوجدن وريتشاردز من خلال كتابهما"the meaning of meaning"" "،هذا التصور نجد له حضورا فـي تراثنا العربي، من حيث عد المرجع طرفا ثالثا فـي العلامة ، فقد اشتغل التراثيون على اللغة أيما اشتغال ومنهم الأصوليين الذين أثروا الساحة بمؤلفاتهم القيمة وفـي مختلف المعارف والعلوم، والذين أعطوا أهمية كبرى لعامل المرجع أو المشار إليه، بالإضافة إلى الدال والمدلول فـي التعامل مع النصوص الشرعية باعتبارها أرقى النصوص. علم الأصول: يطلق علم الأصول على علم " أصول الفقه" ، وهو المنهج المنظم للتفكير الفقهي في التشريع الإسلامي ويتناول الأساسيات التي تقام عليها الأحكام الشرعية (1) وكلمة أصل في اللغة تعني أسفل الشيء أو جذوره أو قاعدته (2) وعلم الأصول من العلوم المستحدثة في البيئة الإسلامية ، يقول ابن خلدون : " إن هذا الفن ( وهو علم الأصول) من الفنون المستحدثة في الملة ، وكان السلف في غنية عنه ، بما أن استفادة المعاني لا يحتاج فيها إلى أزيد مما عندهم من الملكة اللسانية...فلما انقرض السلف وذهب الصدر الأول الفقهاء والمجتهدون إلى تحصيل القوانين والقواعد لاستفادة الأحكام من الأدلة ، فكتبوها فنا قائما برأسه سموه أصول الفقه (3) ولعلماء الأصول دور كبير في عنايتهم بالبحوث التي نشأت تستهدف صيانة اللغة العربية جراء اختلاط الأعاجم بالعرب في أعقاب الفتوحات الإسلامية والذين رغبوا في فهم تعاليم الإسلام ونظمه ، خاصة فيما يتعلق بالدلالة التي يعول عليها كثيرا في التوصل إلى المقصد من وراء اللفظ. وتنتهي جل تعريفات " علم الأصول" إلى أنه مجموعة القواعد المبينة لكيفية الاستدلال ومعرفة الطرق المؤدية إلى استنباط الأحكام الشرعية .

الكلمات المفتاحية

دلالة الإشارة لدى الأصوليين في ضوء اللسانيات الحديثة