مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 43-47
2012-06-15

مقام الإخلاص عند السالكين في الطرق الصوفية وأثره في حياة الإنسان

الكاتب : عويشة حساين .

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين يمثل التصوف نزعة إنسانية، فهو يعبر عن شوق الروح إلى التطهير، ورغبتها في الاستعلاء على المادة، وسعيها الدائم إلى تحقيق الصفاء الروحي والكمال الأخلاقي، فالعبارة الحقيقة لتعريف الصوفية هو تربية النفس وتهذيبها على ضوء من هدي الكتاب وسنة خاتم الأنبياء المرسلين.والتصوف في ذاته ثورة من ثورات الضمير تدفع الإنسان إلى محاولة الكشف عن الذات لتملأ القلب وتنقيه وتصرفه عن الشواغل . فالمتصوفون قوم آمنوا بجهاد النفس والطاعة والإخلاص والإيمان وهي أمور تنشأ عنها صفات وأصول لها نتائج وثمرات ترقى إلى مقام التوحيد و العرفان .والصوفية فناء أكيد في الذات وسمو في المعرفة وخلوص المادة وارتقاء في معرج القرب. فالتصوف كما قال ابن القيم رحمه الله «مبني على الإرادة وهي حركة القلب ولهذا سمي بعلم الباطن ». ونحن هنا نتحدث عن مقام الإخلاص الذي يعد من أهم المقامات عند الصوفيين، وهو خلق من أجل أخلاق الربانيين. فالإخلاص هو إسقاط حظ النفس في العبادة فالمخلص يقوم بالعبادة بعون من الله ومدده ،لذلك يتكلف الصوفية من العبادات ما هو شاق فينفوسهم لأنهم يعلمون أن لاحظ للنفس فيها وهذا بخلاف العامل بحظه حيث يقل إخلاصه ويوكل لنفسه، ولهذا المقال ما وضحه ابن عطاء في حكمه العطائية «ما تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك وما تعسر مطلب أنت طالبه بربك».

الكلمات المفتاحية

مقام الإخلاص، السالكين، الطرق الصوفية، أثر، حياة الإنسان