جماليات
Volume 3, Numéro 3, Pages 37-42
2016-12-01
الكاتب : أبوبكر الصديق عماري .
يعتبر أمبرتو إيكو أن العلامات لا تحمل معنى واحد فقط بل هي غنية بالمعاني التي تختلف في تأويلاتها من شخص لآخر بحسب قدراته. ومنه يتبين أن العلامة تفقد أهميتها من معنى أحادي. وتزيد من قيمتها في ظل تعدد تأويلاتها بطرق مختلفة، فالعلامة عند إيكو وثيقة الصلة بعملية التأويل، وعلى هذا الأساس يمكننا تطبيق البحث السيميوطيقي على ميدان علم الجمال باعتبار أن السيميوطيقا تؤمن بانفتاح المعنى، وهو الأمر الذي يساعدنا على فهم الجماليات بشكل أكثر وعيا وانفتاحا. ويبقى العمل الفني حسب الرؤية الجمالية عند إيكو قابل للعديد من التأويلات التي تمارس عليه من قبل متلقيه، بحيث كل شخص له إدراكه الخاص به اتجاه العمل الفني الذي يظل فعلا للتواصل والاستقبال، وقابل للعديد من الانفتاحات ،ومن هنا يحاول إيكو أن يضع حدودا مفتوحة بين الهرمينوطيقا التي تختص بدراسة مشكلة المعنى بشكل عميق معتمدا على أعمال فنية قصد تأويلها، والسيميوطيقا التي تدرس فكرة العلاقة بين الدال والمدلول أو علاقة الدوال فيما بينها، هذه الدوال تتعدد معانيها الأمر الذي يجعلها قريبه من التأويل. لأجل ذلك، اهتم إيكو بمناهج السيميوطيقا والتأويل، متخذا من التأويل منهجا وركيزة أساسية، وسيتضح من دراسته للسيميوطيقا والهرمنيوطيقا، ومن ثم أعطى تفسير للظاهرة الجمالية وأبعادها المختلفة. ومنه نتساءل كيف ينظر إيكو للظاهرة الجمالية من وجهة سيمسوطيقية وأحيانا بنظرة هرمينوطيقية؟ وللإجابة عن هذه الإشكالية اعتمدنا على منهجية بحث تمثلت في الوقوف عند الظاهرة الجمالية والدراسة السيميوطيقية عند إيكو، لينتقل بنا الأمر إلى دراسة الظاهرة الجمالية من منظور هرمينوطيقي، وفي الأخير نبين رؤية إيكو اتجاه التلقي الفني وتشكل الجمال.
الظاهرة الجمالية، السيميوطيقا، الهرمينوطيقا، أمبرتو إيكو
بن غنيسة نصرالدين
.
ص 101-116.