مجلة الحكمة للدراسات الأدبية واللغوية
Volume 5, Numéro 1, Pages 79-87
2017-03-01
الكاتب : فاطمة قديري شعبان .
لقد كان الاتّصال بين الأدب العربي من جهة، والآداب الغربية من جهة أخرى، مع بداية القرن العشرين تقريبا، جدّ قوي، حيث كان الأديب العربي، بصفة عامة، على اتصال مستمر، ووثيق بالأدب الغربي، اتّصال أوجدته ظروف تاريخية: سياسية واجتماعية، وثقافية فكان الأديب العربي، دائم الاطّلاع على كل جديد في آداب الغرب، وعلاقة الأديب العربي اللبناني، على وجه الخصوص، بالأدب الفرنسي، كانت جدّ وثيقة، وبالأخص أدب القرن التاسع عشر) (، الذي كاد أن يكون قبلة لهم. وفي القرن التاسع عشر عاش الشاعر الفرنسي بودلير الذي إقتحم هذا العالم بباقة "أزهاره"، ودخله من أبوابه الواسعة فذاع صيته، وارتفع وغطى على أصوات معاصريه، وإن اعتبر في بداية ظهوره، بأنه ظاهرة شعرية شاذة ، وذلك لسوء فهم معاصريه، لمقاصده الفكرية والفنية والفلسفية. و استمر الحال كذلك إلى أن جاء النّقد الحديث الذي اعاد قراءة بودلير ، واعترف له بالرّيادة في الشّعر الحديث، من حيث مضامينه وأشكاله، في أوروبا لا في فرنسا وحدها( . لقد أصبح لشعره صدى عظيما في الآداب العالمية، إذ امتد تأثيره إلى خارج فرنسا، إلــى ألمانيا وانجلترا، وإيطاليا وإسبانيا، وكذلك إلى البلاد العربية، فكان "... القارئ الذّكي (العربي) لن يعدم أثره، هنا وهناك، على رواد شعرنا العربي الجديد..."( ). و اعترف رامبو(Rimbaud) بمكانته الشعرية ، وأثره في الشّعر الحديث، إذ أنه " ما من شاعر استحق هذه التّسمية مثل بودلير(...)، فكل من يقرأ بودلير اليوم، يعرف بغير شك أنّه الرّائد الذي وضع أساس هذا البناء الشّامخ والغريب، الذي نسميه بالشّعر الحديث..."( ).
شارل بودلير إلياس أبي شبكة الثنائية الفكرية
جعفارو محمد
.
ص 268-285.
جعفارو محمد
.
محمودي إيمان أمينة
.
ص 11-26.