مجلة المواقف
Volume 3, Numéro 1, Pages 123-134
2008-12-31
الكاتب : حسين على المسري .
إن العلاقة بين المؤرخ والمصدر علاقة وثيقة وحميمة، فالمؤرخ هو الذي صنع المصدر ودون فيه الأحداث التاريخية عن الأوائل والأواخر. فقيمة المصدر وأهميته إذاً تكمن في المؤرخ ومتوقفة عليه، فالعلاقة بينهما متبادلة وكلاهما يكمل الآخر.فإذا ما كان المصدر ذو قيمة ومنفعة فإنه يعكس ولا ريب صورة المؤرخ العفيف الصادق الأمين الذي دون هذه الأحداث . ولكن حتمية الواقع تقول: أن من طبيعة الإنسان تأثره بمحيطه الذي يعيش فيه شاء أم أبى. سواء كان هذا التأثر على الصعيد الديني أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي، يتأثر في هذا المحيط سلباً وإيجابا. يمتلكه كم من هذه النزعات، فيكون في الغالب حبيسها، فهي التي تسيره، وهى التي تعكس سلوكه. ونلاحظ أن التوازن قد ينعدم بين هذه النزعات لدى بعض الأفراد، فيسود لديهم مبدأ الإفراط والتفريط، ففي مثل هذه الأجواء تغيب العدالة والموضوعية وتضيع معها الحقيقة. فالمؤرخ الذي يكتب لنا التاريخ هو جزء من هذا المجتمع يتأثر بمحيطه، فيتبنى مثل هذه النزعات والأفكار، أو ربما تمتلكه إحدى هذه النزعات وتسيطر على ذاته ووجدانه فيصبح منقاداً لها، أسيراً لها، هي التي تسيره ولا يرى الأشياء إلا من خلالها، فيرى أنها هي الحق، وهى المعيار الذي يقيس عليها الأشياء، وهى الأداة التي يميز بها الخبيث من الطيب.
المؤرخ؛ المصدر؛ الأحداث التاريخية؛ التاريخ؛ المجتمع
بوربيع عبد الله
.
ص 50-72.
بعزوزي قيس
.
بعزوزي قيس
.
ص 520-538.