مجلة المواقف
Volume 4, Numéro 1, Pages 313-329
2009-12-31
الكاتب : هواري حمادي .
إن الفلسفة أو الثقافة الإسلامية إذا أردنا التوضيح أكثر، لم تصل إلى درجة التطور الذي أدركته سابقا، ولاسيما في عصورها الذهبية، إلا بفعل عوامل ترتكز أساسا على الاحتكاك بالثقافات الأجنبية أو الخارجية، حيث لا نستطيع إنكار وجود أفكار فارسية ويونانية ويهودية اندمجت وامتزجت بها في ميادينها المختلفة العلمية والأدبية والفلسفية، وهو ما يدل على احتكاك المسلمين بالأمم الأخرى، ويبين أهمية الاستفادة من معارف وتجارب الآخرين كما كان في الماضي، وكما نحن في حاجة إليه اليوم. إدراكا منا لهذه الحاجة التي ذكرناها آنفا حاولنا في مقالنا هذا بيان أهم الطرق التي وصلت بها تلك الثقافات والمعارف إلى المسلمين في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، ألا وهي الترجمة، وعيا منا بأهميتها ماضيا وحاضرا ومستقبلا في بناء الازدهار الحضاري، فقد توصل المسلمون في العصر العباسي إلى أرقى درجات التطور في شتى الميادين بعد حدوث التلاقح الثقافي بين ما هو محلي وما هو أجنبي خارجي، الذي كان من المؤثرات الهامة في بناء مزيج من الأفكار العربية والأجنبية المتطورة، هذه الأخيرة لم تكن لتصل لولا كوكبة من المترجمين الذين هجروا بلدانهم الأصلية واستوطنوا البلدان التي قصدوها بعد الرعاية والحماية التي تلقوها من الخلفاء الذين أولوا اهتماما بالغا للمترجمين الوافدين وجعلوهم من المقربين منهم إدراكا منهم لقيمتهم في نقل التراث الأجنبي الذي كان من العوامل الحاسمة في ازدهار الحضارة الإسلامية آنذاك، باعتبارهم قد ساهموا في نقل أفكار متنوعة لم تقتصر على الفلسفة اليونانية فقط بل تجاوزتها إلى معارف في شتى العلوم تتعلق بالطب والفلك والطبيعيات...الخ.
الفلسفة؛ الثقافة الاسلامية؛ الثقافة؛ فارسية؛ يونانية؛ المسلمين
جميل محمد جبر السيد عبد الله
.
ص 14-40.
رقية جرموني
.
ص 89-110.