رفوف
Volume 4, Numéro 1, Pages 43-66
2016-03-01

الحجج المؤسِّسَة لبنية الواقع(المُبَنْيِنَة للواقع) في الخطاب القرآني قصة سيدنا موسى عليه السلام أنموذجاً

الكاتب : د. أمحمد عرابي .

الملخص

يعد الحجاج من أهم المواضيع التي أنتجتها الدراسات اللغوية الحديثة في الحقل اللساني التداولي، باعتباره مجموعة من التقنيات والآليات الخطابية التي تُوَجَّهُ إلى المتلقي بغرض إقناعه والتأثير فيه، وعليه فالحجاج هو جملة من الأساليب تضطلع في الخطاب بوظيفة هي حمل المتلقي على الاقتناع بما نعرضه عليه أو الزيادة في حجم هذا الاقتناع. تعددت زوايا النظر إلى الحجاج بحسب زاوية نظر الدارسين له؛ فالبلاغة التقليدية نظرت إليه كمكوِّن من مكونات الخطاب ويتشكل بتشكله وتتغير وظائفه وطرقه الاستدلالية بتغيره. كما تتجلى آثاره في الدراسات التراثية المختلفة وتتعدد بتعدد مجالاتها، غير أنه أصبح في الدراسات الحديثة مجالا خاصا، تضبطه ماهية ومفاهيم خاصة وآليات وتقنيات متعددة أهلته إلى بلوغ مرتبة النظرية اللغوية القائمة على أسس علمية دقيقة. ومن هذه المعاينة خطر لي أن أجمع بين الاهتمامين :الحجاج بأبعاده التداولية المعاصرة ممثلة على الخصوص في الطرح الحديث الذي تقدم به كل من "بيرلمانPerelman وزميله تيتكا Tyteca" في مصنفهما الموسوم بـ "مصنف في الحجاج – البلاغة الجديدة،raite de l’Argumentation- Nouvelle Rhétorique ". والقرآن الكريم بوصفه مدونة تطبيقية تنجلي فيها أضرب الحجاج على اختلاف أنواعها. وارتأيت، من باب التحكم في الموضوع، حصر المداخلة في قصة موسى -عليه السلام- باعتبار أنه من أكثر الرسل مُحَاجَّة للكفار؛ فقد حاجّ الرؤوس الثلاثة الأكثر انغماسا في الشرك والإلحاد وهم: فرعون وهامان وقارون، كما أنه –عليه السلام- قد أفنى عمره في كسر عناد بني إسرائيل مستعملا شتى أضرب الإقناع، ولذلك ارتأيت أن تُوسم هذه المداخلة بـ: الحجج المؤسسة لبنية الواقع(المُبَنْيِنَة للواقع) في الخطاب القرآني ــ قصة سيدنا موسى عليه السلام أنموذجاً. والمراد من هذا الجمع بين النظرية الحجاجية المعاصرة والقرآن الكريم وهو الخطاب الكوني الذي لا تنضب دلالاته، هو الوقوف على تقنيات ومقاصد الشرع الحكيم في توظيفه للحجاج، ومدى قابلية المُحاجَّة القرآنية في التغلغل داخل العقول الأكثر إلحادا أو عنادا لحملها على الاقتناع والإذعان للحكمة الإلهية، ففيما يتجلى ذلك في الخطاب القرآني الكوني بعامة، وفي قصة موسى بخاصة؟ لمعالجة هذه المشاغل وغيرها ارتأيت تأسيس مداخلتي على جملة من المفاهيم النظرية والتطبيقية أهمها: 1 ـ مفهوم الحجاج في اللغة والاصطلاح. 2 ـ تقنيات الحجاج ودورها في تحقيق فاعلية الإقناع. 3 ـ تقنيات الحجاج والخطاب القرآني. 4 ـ الحجج المبنينة للواقع في قصة سيدنا موسى عليه السلام.

الكلمات المفتاحية

المُبَنْيِنَة للواقع; الخطاب القرآني ; سيدنا موسى عليه السلام