التّواصل الأدبي
Volume 7, Numéro 2, Pages 196-213
2018-06-30
الكاتب : بن منصور آمنة .
لكل أمة من الأمم أدب يحفظ أمجادها ويحكي تاريخها ويروي مثالبها،شفويا كان أم كتابيا،راقيا كان أم بدائيا،ويبدو أن تجربة السرد من أوائل التجارب التي خاضت فيها الشعوب،بدليل كثرة ووفرة ما وصل إلينا من الموروث الشعبي العالمي في صوره المختلفة، وأنماطه المتعددة،ناهيك عن الضائع منه،ونعني بذلك تلك الأمثال والحكايا والقصص والخرافات والأساطير..التي تناقلتها الألسن جيلا عن جيل حتى وصلت إلى مرحلة التدوين فدونها الكتاب وحفظتها بطون الكتب.وأمة العرب كغيرها من الأمم تركت لنا سجلا حافلا بمختلف فنون القول،وإن كان الشعر هو الذي أخذ النصيب الأوفر من العناية والدراسة وظل لقرون المقصد والمبتغى، من العامة والخاصة على حد سواء . لقد بات من الضروري اليوم قراءة التراث العربي القديم وفق المناهج الحديثة والمعاصرة وبمعنى آخر لابد من البحث والتنقيب والتفتيش الجيد في تراثنا لاسيما ما تعلق منه بالجانب النثري،هذا الجانب الذي عانى التهميش من قبل الدارسين الأولين والآخرين،بالمقارنة مع اهتمام الدراسات والبحوث بشقيقه(الشعر) ،إذ اكتفى جلها بالجمع والتبويب بدل الدراسة و التحليل،وإن وجدت دراسات ما،فقد حظيت بها الفنون المعروفة كالقصة والمقامة والسير ..أما المثل فاكتفى الدارسون بتصنيفه ضمن نوادر العرب وحكمها وأيامها، دون محاولة الخوض فيه،حتى إنهم يطلقون على القصة الأصلية لقول المثل لفظة مورد،وهذه اللفظة بعيدة كل البعد عن مفهوم القصة والسرد،ولعل السبب راجع إلى تخوف النقاد والدارسين من الخوض في مثل هذه الفنون النثرية التي ظهرت في وقت مبكر ومازالت في نظر الكثيرين تحمل صبغة من السذاجة والعفوية،ولا ترقى لجعلها محل دراسة معمقة،ومع ذلك لا يؤخذ هذا الكلام على وجه التعميم فقد استأنسنا بدراسات حديثة تناولت المثل من جوانب مختلفة نذكر منها: كتاب(سرد الأمثال ،دراسة في البنية السردية لكتب الأمثال العربية لصاحبه :لؤي حمزة عباس)،و كتاب(الأمثال العربية و العصر الجاهلي لصاحبه :محمد توفيق أبو علي).
سرد؛أمثال؛ملامح؛الجاهلية
عومري عقيلة
.
ص 111-137.