المعيار
Volume 6, Numéro 1, Pages 82-91
2015-06-30
الكاتب : مولاي حورية .
أثيرت مسألة الحداثة أول الأمر في النقد العربي القديم عندما حاولت طائفة من الشعراء الخروج عن النمط المعتاد وهو قصيدة "النموذج". ويعتبر "بشار بن برد" و"أبو تمام" و"أبو نواس" و"شعراء الصعاليك" أول من حاولوا الخروج عن هذا المألوف، والبحث عن الجديد لاستبدال المقدمة الطللية بمقدمات أخرى كالخمرية والحكمة وهلم جرا... إلاّ أن هذه المحاولات باءت بالفشل لارتباطها بالجانب الديني والأخلاقي، وعدم اهتمام النقاد بهذا الجانب التجديدي، فلم يولوها انتباها واهتماما. ثم بعد ذلك ظهرت حركات الترجمة في الوطن العربي، إضافة إلى ظهور مدارس في الغرب ذات الطابع العربي كالرابطة القلمية، وجماعة أبولو، والمهجريين، إقتداء بمدارس غربية ظهرت في نفس الفترة. ومن هنا كان التجديد الذي طرأ على القصيدة العربية التي اعتبرت ميراثا وإرثا والواجب علينا الحفاظ عليه، والذي تمثل في التخلي عن بعض الخصائص كالقافية والمقدمة الطللية، فبرز للساحة الأدبية ما يعرف بالشعر الحر الذي غلب عليه طابع الغرابة، والغموض (أدونيس، أنسي الحاج،خليل الحاوي...). وبهذا كانت الحداثة، التي مازلت الدراسات والقراءات النقدية قائمة عليها حتى يومنا هذا. هذه الحداثة غيرت القصيدة من قصيدة "النموذج" إلى قصيدة حرة غير مقيدة بشرط، وليس على الشاعر أن يلتزم هذا أو يترك ذاك. يبدو أن تجربة الحداثة مع القصيدة العربية المعاصرة نجحت إلى أبعد الحدود، يكفي أنها جددت وطورت الإيقاع، وعززت الصورة الشعرية بقيم جديدة، ووظفت اللغة في قالب جديد. ولكن يبقى السؤال المطروح هنا: هل اقتصرت الحداثة على الشكل والمضمون؟ أم على نوع واحد منهما فقط؟ وما هي مستوياتها؟
القصيدة العربية المعاصرة، الحداثة
مليكي العيد
.
ص 56-73.
عواد عبد القادر
.
ص 296-305.