الناص
Volume 3, Numéro 1, Pages 60-71
2007-03-30
الكاتب : عبد الناصر مباركيّة .
تتجه بعض الجهود النقدية المعاصرة إلى البحث عن أهمية الكاتب المبدع باعتباره عنصرا جوهريا في عملية التلقي، فهو قارئ أو متلق بالدرجة الأولى لمجموعات هائلة من النصوص الأدبية وغير الأدبية تتشكل في رصيده المعرفي والجمالي عبر فترات زمنية متباعدة أو متقاربة. إنّ التلقي ليس عملية حكرا على القارئ وحده فقط، بل هي عملية مشتـركة بين الكـاتب المتلقي والقـارئ المتلقي كذلك، فكلاهما يمارس هذه الوظيفة بطريقته الخاصة مستخدما أدواته المعرفية والجمالية والأدبية، وإنما يختلفان من حيث الموقع، فالقارئ يأخذ موقعه خلف النص أو وراءه بينما يأخذ الكاتب القارئ موقعه قبل النص. لأننا حين نضع تركيزنا على التلقي خلف النص فإننا نكون قد أغفلنا جانبا مهما من مصادر النص، بينما الأمر يقتضي أن نضع التلقي قبل النص، لأن التلقي المبدع عملية جوهرية في تكوين النص دلاليا وجماليا وأسلوبيا،وهذا لا يعني أبدا الانتقاص من قيمة القارئ الذي يتلقى النص الإبداعي بل سيظل حلقة أساسيـة ومكونا من مكونات النص من حيث توالد إنتاج المعنى ولهـذا فهو تابع له ...
النص، الإبداع، التلقي، الكاتب، القارئ
بوشو جميلة
.
بن عمور سمير
.
ص 78-96.