الحوار الفكري
Volume 3, Numéro 3, Pages 19-28
2002-06-30

الفلسفة باعتبارها مكانا محايد

الكاتب : محمد المصباحي .

الملخص

قد تستغربون أن أتحدث إليكم من مكان محايد في الوقت الذي لم يعد فيه مكان للحياد حتى على صعيد المعرفة العلمية ، لكن ما الحيلة ، فهذا هو قدر الفلسفة ، أن تأتي في المساء بعد أن يكون التاريخ قد أوشك على إسدال الستار على أحداثه ، فما أحوجنا في هذا الزمن ، الذي كثر فيه التراشق بالإنتماءات الدينية والتدافع بالولاءات العرقية والثقافية باسم الهوية والإختلاف ، إلى مكان محايد ، يمكن للجميع أن يتواصل فيه ، وأن يعبر عن قضايا الإنسان بما هو إنسان لا بما هو منتم إلى هذه الثقافة أو تلك ، ويعبر فيه عن وجهة نظر بحرية ونزاهة بغض النظر عن أحكامنا المسبقة ، أو اختلافنا وصراعاتنا المذهبية ، مكان يمكننا من مساحة الحرية نتخلص فيه من انفعالاتنا وأهوائنا ، من حربنا الطاحنة ضد الذات والآخر أو رغبتنا في الذوبان فيه ، ونحن نعتقد أن هذا المكان المحايد لا يمكن أن يكون سوى الفلسفة ، أو العقل باعتباره المادة الأولى لأي تفكير علمي وفلسفي ، أو بالأحرى باعتباره المكان الذي تجرى فيه عمليات التفكير والإعداد للفعل.

الكلمات المفتاحية

/