جسور المعرفة
Volume 3, Numéro 10, Pages 286-296
2017-06-01
الكاتب : ناجية مزيان .
يشهد العالم تغيرا كبيرا في موازين القوى ، فرضته معطيات جديدة للتحكم في معادلة القوة العالمية، كالتطور الاقتصادي، حرية الفكر، و المبادرة. و هي عوامل أفرزت منافسة شديدة بين الشركاء الاقتصاديين، المنتجين، والمؤسسات الكــــــــبرى لتحقيق الربح و السيطرة على السوق. و كان من نتائج هذه الدينامكية أن تزايد الإنتاج وتراكم فأصبح من المتــــــــــــعذر على المؤسسات التجارية بيع منتوجاتها على نطاق واسع، دون اللجوء الى الوسائل الإعلامية للتعريف بها. وهنا بــــرز الإشهار كحتمية و ضرورة اقتصادية لازمة لحل مشكل العرض الذي يفوق الطلب ،وقد أكد الاستعمال المكــــــــــــــــــثف للإشهار حقيقة هامة، وهي أن الإشهار هو السبيل الوحيد والأمثل للتعريف بالاختلاف الجديد الذي يحصل في كــــــل سوق، بل في كل محل تجاري، و أنه بدون إشهار لا يمكن للسلعة أن تبلغ مستهلكيها بشكل سريع "فغاية الإشهار هو الدفع الى الاستهلاك التجاري"1 وهذا ما يجعله حالة من حالات التواصل الجماهيري الفعال والأكثر انتشارا وشيوعا في جميع وسائل الإعلام وفي الفضاءات العمومية ، فهو "حقل غني بإيحاءاته وأساليبه وانزياحاته في استحواذ اهتمام معظم الفئات الاجتماعية في عصرنا الراهنفبنيته التواصلية المركزة دقيقة،و غايتها خلق علاقة بين المستهلك و السلعة، بجعل هذه الأخيرة موضوع حاجاته ورغبة لديه. فلا شيء في الإشهار وليد الصدفة، ولا يمكن تصور خطابات تنسج مضامينها استنادا الى مزاج المصمم فقط، تلك الخطابات التي اعتمدت فيها استراتجيات و آليات حجاجية ذكية سواء في جانبها اللساني أو في جانبيها التشكيلي والإيقوني من أجل التأثير في المستهلك. تلك الآليات التي أثارت جدالا كبيرا ليس في غايتهافحسب،
الحجاج; الخطاب; الاشهار; مقاربة سيميوتداولية; جازي;جريدة الخبر;
شايب نبيل
.
ص 278-292.