معالم
Volume 1, Numéro 1, Pages 78-85
2009-10-01
الكاتب : رشيد بن مالك .
لا يمكن أن نتكلم عن الظواهر اللسانية دون أن نوضح المنظور الذي نتخذه. إن الفرد الذي يستعمل اللغة يلقى نفسه إما في وضعية الباث وإما في وضعية المتلقي ، منتقلا في ذلك باستمرار من هذه الوضعية إلى تلك. أما اللساني، فإنه يحتل موقع الملاحظ الساعي إلى استنباط الآليات التي يمكن أن تعمل على تجلية هذا الاشتغال المضاعف. فهو في الوقت نفسه الباث، والمتلقي، الذي يفكر في كفاءاته، ويبحث عن العمليات المشتغلتين في هاتين الوظيفتين التبليغيتين: تصور المسار المدلولي (من مقاصد القول إلى التجليات اللسانية)، وتأويل المسار الدالي (من النصوص أو الرسائل المركبة إلى بناءات المعنى التي تمكننا من الفهم). من هذه المنطلقات، يحاول اللساني إعادة تشكيل التبليغ اللساني الكامل، محافظا في ذلك على التوازن بين اللجوء إلى الاستبطان والحدس من جهة ، وملاحظة التبادلات التبليغية من جهة أخرى (التحريات ، المدونات…). وإذا كانت كلمتا باث ومتلقي تغطيان وقائع على درجة كبيرة من التنوع (شخصيات وسيطة، أجهزة، تناوبات متنوعة)، فإننا سنخصص مصطلح اللافظ للمتصور المسؤول على الرسالة، والمؤول للمرسل إليه المعني مباشرة بهذه الرسالة.
اللغة -الدّلالة - التّأويل - التّبليغ
بن عبد العزيز محيي الدين
.
ص 514-535.
محمد عبد الرحمن محمد محمد عبد الرحمن محمد
.
ص 117-151.