Cahiers de Traduction
Volume 28, Numéro 1, Pages 503-522
2023-05-27
الكاتب : كواتي أمينة .
يعتبر العصر العباسي عصر التنوير وعصر ثورة علمية وفكرية غيرت وجه التاريخ. إذ ازدهرت كل البلاد الإسلامية بفضل الانفتاح على الآخر، وبفضل برامج رعاية الخلفاء والأسر النبيلة للعلوم، وتمويل وتشجيع مشاريع الترجمة، التي نقلت عصارة ما جادت به الحضارات القديمة، كالحضارة الفارسية والهندية واليونانية من علوم وفنون. غير أنّ العصور العباسية المتأخرة، شهدت اكتساح أهل السنة ومتطرفي السلفية للمشهد الفكري، وقد أدى ذلك إلى تراجع في طلب العلوم والفلسفة، نتيجة تكفير المشتغلين بها، مما أدى إلى تغيّر في التصور الجمعي لطريقة البناء الحضاري، وهو ما نلمس أثره لغاية اليوم. ونحن إنما نسعى من خلال بحثنا هذا تسليط الضوء على دور الترجمة في النهوض الحضاري، ومدى أهمية التنوع الثقافي والتسامح مع الآخر والذي يعدّ أهم روافد الغنى المعرفي، وسلطنا الضوء على وقائع مفصلية في نهاية العصر العباسي أدت إلى تراجع العلوم عند العرب نتيجة ردة فعل الغلاة من أهل السلف التي شكلت أولى تجليات أزمة العقل العربي.
الترجمة خلال العصر العباسي، ترجمة العلوم والفلسفة، موقف أهل السلف من العلوم والترجمة
بوسعد الطيب
.
ص 101-124.