متون
Volume 3, Numéro 3, Pages 106-111
2010-07-01
الكاتب : رابحي عبد القادر .
كيف يمكن تحديد العلاقة بين اليوتوبيا والتاريخ؟ و مَنْ مِنَ التاريخ أو اليوتوبيا أكثر حلُماً بالآخر؟ و هل يمكن اعتبار اليوتوبيا مقدمة سابقة للفعل التاريخي و هو آخذ طريقه إلى التحقق في الواقع، و لكنها تُكتب في آخر هذا الفعل؟ أم أن التاريخ هو السابق في رسمه لملامح اليوتوبيا بالنظر إلى ما لم يستطع رجالاته تحقيقه على أرض الواقع، و من ثمة يكون هو المؤسس الأول لطموحات من تلعب برؤوسهم مكائد التاريخ جراء خذلان معرفيّ، أو نزوة جسدية، أو نعرة قبلية، فتؤدي بهم إلى استباق الواقع بناءًا على ما يفرضه عليهم من دروس يعتقد هؤلاء الطموحون أنه من اللازم أخذ الاحتياط في احترام دفتر شروطها اتقاءً لقدرته على تحويل دروسه إلى مكائد، و عِبَرِه إلى مصائد، و أحداثه إلى روايات مأساوية عظيمة يتلقفها المبدعون المحاذون للسلاطين فيجبرون القراء على الإيمان المسبق بجدوى تحقق الحلم النابض في جوف الثورات القادمة؟
اليوتوبيا، الحقيقة، التاريخ
الحاج همّال
.
ص 89-110.