متون
Volume 3, Numéro 2, Pages 90-123
2010-04-01
الكاتب : خولة الحسيني .
كشف الدرس الأنثروبولوجي أنَّ الأساطير والقصص هي الأدوات التي يتحدّث بها المخيال المجتمعي عن رموزه التأسيسية ويكوِّن من خلالها ذاته، وربما لم يوجد مجتمع بلا أساطير أو رموز تأسيسية وهي بهذا المعنى تقوم بوظيفتين في وقت واحد، فمن حيث هي آيديولوجيا تعمل الأسطورة على توطيد الواقع القائم واستمرار وجوده، من هنا كان أغلب الجهد الفكري السابق فيما يتعلّق بفهم الأسطورة وتناولها منصبّاً على ما يسميه بول ريكور بتأويلية الشك، أي كشف القناع عن المحتوى الأيديولوجي الذي تخفيه الأسطورة بوصفها وعياً مموِّهاً، إلاّ أنَّ للأسطورة جانباً إيجابياً آخر، يقابل وجهها الأيديولوجي السلبي هو إنطوائها على بعدها اليوتوبي بوصفه الحلم بما لم يوجد بعد بالانفتاح على المستقبل وتصوّر أشكال بديلة يمكن أنْ تنوب عمّا هو واقع قائم، وهذا ما دعى ريكور إلى تسمية دراسته بـ (تأويلية الإثبات) التي تبيّن إحتمال وجود معنى بعيد للأساطير فضلاً عن معناها القريب، بمعنى وجود أفق غائي يتطلّع إلى الأمام، إلى جوار الأفق الأصلي الذي ينظر إلى الخلف، فليست الأسطورة مجرّد حنين لعالم منسي، بل أنَّها تشكّل على حدّ تعبير ريكـور كشفاً لعوالم غير مسبوقة وإنفتاحاً على عوالم أخرى ممكنة تسمو عن حدود عالمنا الفعلي المستقر، وتقوم بوظيفة بعث اللغة وتجديدها
الاسطورة، المخيال، الفكر الاسلامي
بوكرسي وهيبة
.
طيبات لمير
.
ص 183-203.