الوقاية والأرغنوميا
Volume 7, Numéro 3, Pages 53-63
2013-12-15
الكاتب : علاونة ربيعة .
إن القضاء على الإدمان هو الأمل الذي تسعى إليه جميع دول العالم بعد إن انحرف إلى هذا التيار أعداد ليست بالقليلة، وخاصة من فئة الشباب، حيث تعتبر المخدرات أساس المشكلات الاجتماعية الصعبة التي تواجه العالم اليوم نتيجة لسوء استخدام المتعاطين لجميع أنواع المخدرات كوسيلة لحل مشاكلهم، والتغلب على همومهم. ومتاعبهم اليومية. ولا تقتصر مشكلة المخدرات على تشكيل حاضر الفرد، فهي ترسم دورا في الحياة هو دور " المدمن " كما أنها قد تؤدي به إلى السجن، ومن ثم يصبح من أرباب السوابق، وفي بعض الحالات تدفعه إلى أن يصير من الموزعين والمهربين. وتعتبر أيضا مشكلة المخدرات من المشكلات المعقدة أنها تفند لأنها تفند في كل من الفرد والمجتمع إلى جميع مستويات النشاط الحي، بل وإلى مختلف الأنسجة والوحدات التشريحية لجسم الإنسان المتعاطي وفي جسم المجتمع .ففي جسم الشخص المتعاطي يتوقف تأثير المواد المخدرة عنج أشكال الاختلال التي تحدث في سلوك الشخص وتصرفاته، بل تتعدى ذلك إلى أن تفرض عليه إيقاعا محددا يتردد بمقتضاه بين متعارضين أشد التعارض من أحدهما قطب الرضا والراحة والسرور، والآخر قطب الضيق والاكتئاب والتوتر والآلام الجسمية .كذلك لا يتوقف التأثير عند إلزام الشخص بالخضوع لهذا الإيقاع الذي هو جوهر الإدمان أو الاعتماد، ولكنه يتعداه إلى إحداث تشوهات مختلفة في أدق دقائق وظائف بعض الأنسجة في جسم الأنسان. ويؤكد كل من "مونترو، ومكدويل" بأن تعاطي المخدرات يؤثر بطريقة سلبية على إيقاع الحياة اليومية للمتعاطين في مختلف جوانب حياتهم، ويؤدي إلى كثير من المشاكل العائلية التي تنعكس سلبا على أبنائهم وزوجاتهم تتمثل في البطالة والفقر وانخفاض مستوى معيشة الأسرة، وكل هذه المظاهر تنعكس على النظام الاجتماعي الداخلي للمجتمع. وفي كيان المجتمع نستطيع أن نتابع دلائل التعقد الشديد للمشكلة، فنوعية الفئات الاجتماعية التي ينتشر التعاطي والإدمان بين أ فرادها تواجه المجتمع بدرجات متفاوتة من الأخطار، فانتشار الإدمان بين الشباب كشريحة اجتماعية يمثل خطرا على المجتمع أكبر بكثير من الإدمان عند المسنين، لأن الشباب مستقبل المجتمع. وبالتالي فبقدر اتساع الفئة المدمنة من هذه الشريحة تكون ضخامة الخطر المهدد لمستقبل المجتمع وانتشار الإدمان بين النساء يمثل خطرا اخر له وزن كبير لأن أضرار الإدمان تتعدى أشخاص المدمنات إلى الأجنة. كذلك نوعية الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها المدمنون تواجه المجتمع بأوزان متباينة من الأخطار. فالمدمن المتزوج الأب يمثل من خلال دور الأبوة الذي يقوم به خطرا يفوق كثيرا خطر المدمن الأعزب أو غير المنجب، والمدمن ذو الصداقات المتعددة يمكن أن يوقع بالمجتمع أضرارا تفوق أضرار المدمن الذي يميل أكثر إلى الانطواء والانسحاب. وتشير وجهة النظر الاقتصادية إلى أن الإنفاق على تعاطي المخدرات هو تدمير لكل من الفرد والمجتمع، فبالنسبة للفرد يكون ذلك من خلال تدمير ممتلكاته الخاصة property damage، لزيادة الجرعات التي يتعاطاها والإنفاق على تكاليف العلاجك Medical expanses، ويكون تأثير على المجتمع من خلال انخفاض القدرة على الإنتاج وزيادة معدلات الجريمة.
، ور الأخصائي النفساني، التكفل، المدمنين، الوسط العقابي
أمزيــان ونـاس
.
ص 93-104.
بن مبارك زبير
.
ص 188-203.
السعيد قارة
.
ص 194-207.