مجلة سيميائيات
Volume 17, Numéro 2, Pages 281-291
2022-03-28
الكاتب : تــــــوام عـبـد الله .
يعدّ العنـــوان من المكونات الشكلية المساهمة في هندسة النص الأدبي، ويدخل ضمن العناصر المكونة لفضائه الخارجي، ودراسته ليست ترفا نقديا، بل تعتبر خطوة مهمة في تحليل الخطاب الأدبي لاستكناه مقصديته. فالعنوان يشكل مفتاح النص، وله دور بالغ الأهمية في التعريف به، ومنحه دلالات إضائية تشرح رؤية المبدع وتدعم الحس القرائي لدى المتلقي. ولقد أولت الدراسات الأدبية والنقدية عناية كبيرة للعنوان كونه ظاهرة فنية وثقافية، فهو جزء لا يتجزأ من الكلية النصية، له وظائف بنيوية بالنسبة لهيكل النص الخارجي وأخرى دلالية في علاقته بالمادة الحكائية. وقد كان الروائيون العرب فنانين تشكيليين، في رسمهم لعناوين رواياتهم، إذ تخيّروا ألفاظها بوعي وحرص كبيرين محمّلين إيّاها طاقة رمزية وحمولة تعبيرية عالية التركيز، تشدّ القارئ وتحفزه على قراءة النص قصد كشف دلالاته، وجمالياته وقيمه الفنية. أمّا القراءة السيميائيـة فتنظر إلـى العنــــوان بوصفه عنصرا جوهريـا في تأسيس حركية النص، كونه يشكّـل عتبة النص التـي يمكن أن نلـج من خلالهــا عــالمه. فالنص بلا عنـوان فــاقد للهوية، والعنـوان للنص كالإسـم للشيء، به يعـرف، وبفضله يتـداول، ويساهم في هندسته، فهي أداة لتلمّس مقاصد النص الأدبي وفكّ رموزه وعلاماته، وإدراك الفعل التعبيري فيه، وكشف أبعاده الدلالية، من خلال الكشف عن طبيعة العملية الإبداعية التي تنظمها ثلاثة عناصر: المبدع، النص والمتلقي، ويضاف إليها الموضوع الذي يعمل التخييل على نقله للمتلقين، وبالتالي عمق الوعي النقدي لدى القارئ. وهذا ما سنستشفه من خلال قراءتـنا السيميائية لعنـوان رواية: " الآن ... هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى " لعبد الرحمن منيف، لما يزخر به هذا النص السردي العربي من جماليات وقيم فنية.
العنوان ; النص الأدبي ; القراءة السيميائية ; الدلالة ; سيميائية العنوان ; رواية الآن...هنا لعبد الرحمن منيف
شيماء الأطرش
.
أحمد جاب الله
.
ص 13-28.