دراسات
Volume 3, Numéro 1, Pages 11-20
2014-06-15
الكاتب : عبد النور إبراهيم .
الواقع أنّ تألق مقامات (البديع) لم يدم طويلاً؛ فما كاد القرن الخامس يغرب حتى أخذ نجم المقامات يأفل فمنذ أن بدأ "القاسم الحريري" (ت 516 ه) في إنشاء مقاماته عام ( 495 ه) أخذ تألق مقامات (البديع) يخبو شيئا فشيئا فصحيح أن " بديع الزمان" لم يعد أحد يستعمل مقامات (البديع) بعد أن طبقّت مقامات " الحريري" الآفاق وملأت الدنيا وشغلت العباد، لقد انتهت مقامات (البديع)؛ وبذلك أسدل الستار على مشهد فصلاً من عمر المقامات، حيث لم يعد لها ذلك الفضل المعهود عند " الثعالبي والحصري وابن حزم وابن شهيد " ولم يعد أحد يستعملها؛ ولم تعد جديرة بأنِ تتدارس وتتحفظ؛ بل لم تعد أهلاً للانتقاد وتبيان العيوب حتى جاء عصر النهضة فأخذت من القصة والرواية طابعها ودخلت في قضايا العصر الاجتماعي والسياسية والفكرية واتجهت وجهة أخرى في أسلوبها ومنهجها.
المقامات بين الأفول والانبعاث