رؤى تاريخية لألبحاث و الدراسات المتوسطية
Volume 2, Numéro 1, Pages 122-130
2021-01-05

دور مدرسة فلورنسا النقدية في تطوير الدراسات التاريخية مع بداية عصر النهضة الأوروبية

الكاتب : العيد فارس .

الملخص

تتناول هذه الدراسة احد الجوانب الهامة المرتبطة بتطور مناهج التدوين التاريخي، فمع بداية عصر النهضة الأوروبية عرفت كتابة التاريخ تحولا هاما نحو العقلانية، وفي هذا السياق يظهر واضحا تأثير أعلام النهضة في الدويلات الايطالية، حيث ظهر مفكرين إنسانيين كان لهم السبق في تحرير الكتابات التاريخية من الصبغة اللاهوتية باعتماد مبادئ عقلانية في تدوين التاريخ، وقد امتاز في هذا السياق مؤرخان انتميا إلى ما يعرف بمدرسة فلورنسا النقدية، وهما ميكيافيلي وجويكارديني اللذان تمثل كتاباتهما بحق انتقال علم التاريخ في ايطاليا من المذهب الإنساني البحت إلى بداية الكتابة التاريخية الحديثة ذات الطابع السياسي والقومي. يمكن القول بان اثر ميكيافيلي وجويكارديني في بلورة مدرسة فلورنسا النقدية كان واضحا باسهماتهما في تدوين التاريخ بأسلوب متحرر من تلك الخصوصيات الدينية الأسطورية والخرافية التي كانت سائدة في أوروبا خلال عصر النهضة. فقد كان ميكيافيلي ومن المفكرين السياسيين القلائل الذين أدركوا العلاقة الوثيقة التي تربط التاريخ بالبحث السياسي، أما جويكارديني فيبقى إسهامه كبيرا في تحقيق الموضوعية في الكتابة التاريخية خاصة في انتقاداته اللاذعة للكنيسة الكاثوليكية بالرغم من انتمائه إليها. بناءا على ما سبق ذكره سنحاول في هذه الدراسة تحديد مبادئ الحركة الإنسانية التي أثرت في كتابات مؤرخي مدرسة فلورنسا النقدية، وكذا تحديد الخصوصيات التي ميزت كتابات بعض مؤرخي هذه المدرسة، مع الإشارة إلى مدى تحرر كتابات أولئك المؤرخين من النزعة اللاهوتية، ومظاهر التجديد في كتاباتهم، بالإضافة إلى إظهار مدى أهمية انجازات هؤلاء في وضع أسس جديدة للتدوين التاريخي سيعتمد عليها لاحقا في تطوير كتابة التاريخ.

الكلمات المفتاحية

منهج البحث التاريخي، النهضة، الحركة الإنسانية، التاريخ، ميكيافيلي، جيوكارديني.