معالم
Volume 4, Numéro 2, Pages 29-38
2013-12-02
الكاتب : عبد الحميد بورايو .
كان هناك رجل اختار أن يعيش وسط الغابات، في كوخ، مع أخته التي كان يحبّها كثيرا. كانا يتيمين؛ بسبب فقدان والديهما والمجاعة، أصبحا لاجئين لم يرضيا أن يظلاّ يتسولان على قارعة الطريق أو في التجمّعات السكانيّة؛ وكانت الأشجار تجذبهما منذ طفولتهما النضرة، مثلما تجذب الطيور التي تُقبل عليها من بعيد. كانا قد ولدا في السُهُوبٍ العليا، ترتادُها الرياح، قاحلة وجدباء. يعلمان أنّ الأشجار لا تنمو سوى وهي مجتمعة، وحدها اَلْجَنْبَاتُ وأدغالُ الْعِلِّيق، تنبت هنا وهناك في شِعَابِ الوديان، غير أن الأشجار، الأشجار الكبيرة، أشجار الفلّين والتي تثمر البلّوط، لا تحيا منعزلة. ويروي الصيادون أنّ ظلالها الوارفة، المنسجمة، تلفّ الإنسان مثل غشاوة ليل تظهر في عزّ النهار، تخفي الشمس دون أن تحجب السماء، فَتُطِلُّ علينا عبر ومضاتها الزرقاء ونجومها الخافقة. كان الطفلان يمسكان بيديهما ببعضهما لمّا بلغا الغابة، كَبُرَا فيها، كانا يتغذّيان من البلوط والنباتات، تحميهما الغابة بأجنحتها، تجعلهما يتيهان في شعابها.
الصّياد؛الغابة؛المرأة
Chicha Nawal
.
pages 521-536.
الوعر مازن
.
ص 13-34.