افاق للعلوم
Volume 1, Numéro 4, Pages 53-62
2016-09-01
الكاتب : بن دحمان حاج .
لقد تفاعل المثقفين العرب دوماً مع كل المفاهيم التي ينحتها الفكر الغربي، وكأن هذا الغرب هو بوصلتهم الفكرية الوحيدة ويتعاملون مع هذه المفاهيم حسب توجهاتهم الفكرية والعقائدية، وبالتالي يعالجون قضايا مجتمعاتهم ويحللونها على ضوء مدلولات هذه المفاهيم. لقد انقسم الفكر العربي الحديث إلى عدة تيارات علمانية، إصلاحية، وليبيرالية وغيرها وهذا وفق تعاملهم مع مفاهيم غربية مثل مفاهيم "النهضة" و "التقدم" و "التنوير". أما أبرز مفهوم عالجه الفكر العربي المعاصر فهو مفهوم "الحداثة"، بحيث نجد كل كتابات المفكرين العرب في هذه الحقبة تدور ولا زالت في فلك الحداثة، سواء في المشرق العربي مع كل من علي حرب أو الطيب تزيني أو نصر حامد أبوزيد وغيرهم، أو في مغربه مع كل من الجابري وعبد الله العروي وطه عبد الرحمن وغيرهم في المغرب الأقصى، أما في الجزائر فإننا نجد المفكر الجزائري عبد الله شريط*، قد تفاعل مبكراً مع هذا المصطلح في كتاباته، أي أنه قد عالج قضايا مجتمعه برؤية حداثية، تنجسم مع مدلولات وأبعاد هذا المصطلح كما تبلورت في الغرب. وهنا يحق لنا أن نتساءل: كيف عالج المفكر عبد الله شريط ذا التكوين الديني قضايا المجتمع الجزائري ما بعد الاستقلال بصفة خاصة والمجتمع العربي بصفة عامة برؤية حداثية؟ وهل هو من أنصار الأصالة أم المعاصرة أم يمسك العصا من وسطها؟
الحداثة