مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 6, Numéro 1, Pages 92-99
2018-02-15
الكاتب : شرشاب خالد .
بدأ الاهتمام بالقارئ يتزايد مع التطوّر المعرفي والمنهجي المعاصر، بعد الاجترار الممجوج الذي أصاب الدراسات النصيّة المغلق ، فعمد الروائيون الجدد إلى الاهتمام أكثر بعناوين رواياتهم وأغلفتها الخارجية، رغبة في تقريب القارئ من نصوصهم الإبداعية، وتوريطه في العملية التأويلية، بدفعه إلى اقتراح سيناريوهات دلالية تنطلق بداية من الصّورة المرئية للكتاب قبل شروعه في قراءة النصّ الروائي، وتنتهي بالتملّي من تفاصيل الحكاية السردية المتدرّجة نحو الشمول والاكتمال، والوقوف على صورتها الكليّة المتشكّلة من تشابك عموم المكوّنات الروائية بما فيها العنوان والنصوص المجاورة الخارجية؛ فالقارئ في كلّ الأحوال لا يقترب من النصّ فارغ الذهن، وإنّما مزوّدا بخلفيات وأنساق تصوّرية، تزرعها في ثناياه الصّورة الخارجية للرواية وتخريجاتها المستندة إلى مرجعيات سياقية، منها مقاصد المؤلّف المعلنة وغير المعلنة التي يمكن أن يتضمّنها الغلاف الخارجي للرواية. فقد أفضى التطوّر الذي شهدته الدراسات النقدية المعاصرة إلى ظهور مفاهيم ومصطلحات جديدة، أعادت الاعتبار إلى جوانب أساسية في النصّ الروائي، ظلّ التعامل معها هامشيا أو منسيا إلى وقت قريب، من أهمّها عتبات الكتابة أو ما اصطلح عليه بالنصوص الموازية أو الملحقة، يشكّلها عدد معتبر من العناصر المرتبطة بالأثر الأدبي، كالعنوان، الإهداء، الصور والرسوم، المقدمة، البداية والنهاية الروائية، والنصوص التوجيهية وغيرها1، التي أضحت مدخلا ضروريا للتوغّل التدريجي في عالم النصّ واكتشافه، وبدونها يبقى النصّ عالما مغلقا.
بلاغة - الرواية المعاصرة - سيميائيات -صورة الغلاف-حجاجية الصورة الروائية