مجلة سيميائيات
Volume 16, Numéro 2, Pages 38-55
2020-09-01
الكاتب : عبد الله بريمي .
أشار مارسيل دانيزي في مقدمة كتابه "سميائيات الإيموجي" أن سنة 2015، شهدت إنجاز حدث مذهل. يتبدّى هذا الحدث في اختيار رمز إيموجي المعروف باسم"وجه بدموع الفرح" من قِبل قاموس أكسفورد "كلمةً للسنة". لم تكن كلمة واحدة فقط، بل كان صوَيرة دالّة تم اختيارها من قبل واحدٍ من أعرق القواميس في العالم. وبشكل لا يصدق، لم تواجه هذا الاختيار اعتراضات أو احتجاجات أو سجالات من لدن السّاهرين على التعليم (أكاديميون وأساتذة ولغويون وغيرهم). لقد كان هذا حدثًا محيرًا شمل نواحي متعددة، مما يشير إلى أن تحولاًّ نموذجيًا حقيقيًا قد يحدث في عالم الاتصالات البشرية ويمكنه أن يشمل الوعي البشري برمّته. لقد أوضح قاموس أكسفورد في موقعه على شبكة الإنترنت، أنه اختار صُويرة عِوَض كلمةٍ، لأن هذه الصّويرة تجسّد "الروح العاطفية والمزاج وسائر انشغالات الناس" ولهذا السبب، ازداد الإقبال على شعبية رموز الإيموجي في جميع أنحاء العالم. فهل يعدّ هذا الإقبال، في عصر تقنيات الويب، علامة على تراجع القراءة والكتابة؟ إن هذه الدراسة ستبحث أساسا في ظاهرة الإيموجي من منظور سميائي، وسيتم التركيز على هذه الرموز بوصفها علامات يرتبط بعضها بالآخر بطريقة سميائية (إنتاج المعنى وتأويله). إن هذه العلامات لا تبدي حيادا منفصلا عن التجربة الإنسانية، فالعلامات البصرية في تنوعها وغناها تشكّل لغة مسننة ثقافيا. ويرتكز تأويل مختلف هذه العلامات على المعرفة السميائية والسوسيوثقافية للمؤول. ذلك أنه إذا كان هدف تحليل رموز الإيموجي هو التعرف على خطابها الضمني والرمزي، فإنه يجب أيضا على هذا التحليل أن يتمفصل ويتقاطع مع دراسة المعايير والتمثلات والمعتقدات والصور النمطية التي يبثها الخطاب الاجتماعي عنها. ويعد هذا البعد الثقافي لرموز الإيموجي باعتبارها أنظمة كتابة جديدة أساسيا كونه يتيح فهما أفضل للقيم الاجتماعية والإنسانية التي تبنين المخيال الجمعي لأمة أو شعب ما.
الإنترنيت - السميائيات - الإيموجي- الأنساق البصرية- التسنين الثقافي- أنظمة الكتابة
غرابي عبد السلام
.
ص 331-351.
محمد بدير
.
ص 355-368.
حسان ركابة
.
ص 137-167.